شيء اسمه الصداقة
مقدمة : ليس من السهل ان تجد نفسك يوما مضطرا لشطب او حذف انسان ما من دفتر ايامك..
تمهل قبل ان تفكر بحذف انسان ما من حياتك وقبل ان تقرر ان تلغي وجوده او ان تمسح بقاياه من ذاكرتك او ان تمد يدك الى مساحة من عاطفتك فتطفئ انوارها او تسدل باسف الستائر السوداء على مرحلة من مراحل عمرك .
تمهل لانه ليس سهلا ان تفعل ذلك, فربما لا تستوعب حياتك بدونه, وربما لا تستسيغ الاشياء قي غيابه وربما لا تتقبل الفراغ خلفك وربما تعاني كثيرا وانت تنتقل بين مراحل ما بعد الفراق من ذهول وحزن وحنين وندم .
هذا في حال كان الانسان المشطوب هو انسان مهم ويحتل مساحة مهمة منك وبك .. ويمثل مساحات شاسعة من خارطة احلامك ويملك قدرة نفسك في حافة غيابه ..
لكن ماذا لو كان هذا الانسان يندرج فقط في قائمة الاصدقاء?
وهل تمثل الصداقة في حياتنا كل هذا الحجم والعمق ?
وهل يؤلمك ان تجد نفسك يوما مضطرا لشطب صديق من قائمة الاصدقاء? وهل تشعر بالاسف ان فعلت ذلك ?
بالتأكيد ولكن هذا يحدده مقدار تفرع الصداقة بك , ومقدار تقييمك لعلاقاتك المحيطة بك ومقدار تقبلك لحياة تخلو من الصداقة , ومقدار قناعتك بان هناك صداقات لا تستحق الاستمرارية , وان لكل مرحلة عمرية نوعا خاصا بها من الصداقات قد لا تتكيف ولا تتأقلم مع المرحلة الاخرى من العمر .
عموما : لا اذكر ان كنت كتبت عن الصداقة قبل هذا اليوم او لا ولكن ما يدفعني الي الكتابة عنها الان , والان بالذات هو انني في هذا الصباح اضطررت الى حذف صديقة ما من دفتر صداقاتي صديقة كنت اراها نقية ونقية جدا ربما لا تكون على هذه الدرجة من النقاء او ربما هي هكذا فعلا نقية كما كنت اراها قبل عملية الحذف والشطب لكن في مرحلة ما بعد الفراق تظهر امامنا اشياء كثيرة جدا لم نكن نتوقف عندها كثيرا , حين تكون العلاقة على قيد الحياة , وربما لا نشعر بالالم بقدر ما نشعر بالصدمة لرؤية صورة مخالفة عما كنا نراها سابقا.. صورة لا تشبههم ولا تشبه احساسنا تجاههم صورة واضحة كالشمس لدرجة عدم مقدرتنا على فتح اعيننا لرؤيتها تماما كالمرآة عندما تعكس ضوء الشمس .
كلمة اخيرة اتمنى ان لا يغضب المحيطون بي عند قراءة هذا المقال , لانني ادخلتهم في مرحلة (التصفيات )
ملاحظة : الصداقة كنز لا يفنى كثيرا ... (للاسف)