فقدنا الاحساس بالزمن..!!

تم نشره الجمعة 06 أيلول / سبتمبر 2013 01:29 صباحاً
فقدنا الاحساس بالزمن..!!
حسين الرواشدة

ارتبطت معظم العبادات في الاسلام بالزمن ، فالصلاة لها مواعيدها الثابتة ، وكذلك الحج والصيام وسواهما ، واقسم الله تعالى في اكثر من آية في كتابه العزيز بالوقت ومكوناته والعصر ان الانسان لفي خسر... والضحى والليل اذا سجى... ، كما حث الاسلام على استثمار الوقت والاستفادة منه واعتبر ذلك الاستثمار هو الفارق ما بين المسلم الحق الجاد القادر على التأثير في حياته ومجتمعه وبين المستهتر الذي لا يقدًّر الامور حق قدرها ويكون - بالتالي - عبئا على مجتمعه وعلى الانسانية ايضا.

من حقنا اليوم وامتنا تتراجع في مسارها الحضاري ان نتساءل عما اذا كان قلة احترامنا للزمن هو السبب الاول لتخلفنا ونكوصنا ، وعما اذا الوقت الذي نقضيه في اللهو والمتعة والثرثرة ، هو ملك لنا فقط ، ام ملك ووقف لامتنا كلها ، وبالتالي فإن المفترض ان نحاسب هؤلاء المضيعين باعتبارهم سفهاء ومقصرين ، لا مجرد لاهين وعابثين بملكيتهم الخاصة فقط ، فعقوق الزمن ليس كفرا بالنعمة التي منحها الله تعالى لعبادة وانما ايضا كفر بمستقبل الامة ، وبما اودعه الله فينا من ثروات مسخرة للعمارة والانتاج والبناء والنهضة.

يقول ابن مسعود رضي الله عنه ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه ، نقص فيه اجلي ولم يزد فيه عملي ، ويقول الحسن البصري ان كل شمس تشرق تقول يا ابن آدم انا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فانك لن تراني الى يوم القيامة . ولو تصفحنا تاريخنا الاسلامي وسيرة الصحابة والعلماء - وقبل ذلك سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام - لادركنا مدى احترام هؤلاء للزمن ، فالدعوة الاسلامية انطلقت في ثلاثة وعشرين سنة فقط للبشرية كلها ، والمعارك والفتوحات الاسلامية اخترقت آنذاك حواجز الزمان وصنعت ما صنعت من امجاد ، والتراث الاسلامي الذي كتبه الجهابذه في سنوات عمرهم القصير الامام النووي توفي عن 40 سنة وكتب مئات الالاف من الصفحات.. لم يكن يبلغ هذا المدى - على قلة الامكانيات آنذاك - لولا ان للوقت لديهم قيمة.. واي قيمة.

بوسعنا اليوم ان نقول ان احساسنا بالزمن ، سواء الذي فات ، وما يحتاجه منا من تتبع لآيات الله في الآفاق وتدبر احوال الامم: كيف تقوم وكيف تنهار ، او الزمن الحاضر وما نعانيه من فراغ ولهو وعدم اكتراث بحركة الدول والاحداث من حولنا ، او بالزمن القادم وما يحتاجه من تخطيط وتنبؤ واستدراك.. ان احساسنا بهذا الزمن - على انواعه - قد تراجع ، ان لم نقل قد تلاشى فعلا ، لا تسأل هنا عن حجم انتاجنا ولا على مستوى الحضارة التي هجرنا الى ادواتها المتقدمة وملأناها بالغث بدل السمين. وانما اسأل عن فهمنا لهذه الحياة.. ولهذا العمر القصير الذي ينقضي في معظمه بلا آثر.

رحم الله من قال كل مفقود يمكن ان تسترجعه الا الوقت ، ان ضاع لم يتعلق بعودته اي امل ، وغفر الله لنا حين نهدر اوقاتنا ونظن ان الله لن يسألنا عنها ، ونضيع اعمارنا دون ان نعي بأنها تشكل الحياة التي منحها الله لنا.. لنعبده ونعمّر كونه وننشر دعوته في العالمين.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات