السياسية النقدية بين الاستقرار والنمو

تم نشره الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2013 02:25 صباحاً
السياسية النقدية بين الاستقرار والنمو
د. فهد الفانك

كنا دائماً نعتقد أن مهمة البنك المركزي هي الحفاظ على استقرار سعر الصرف وإبقاء التضخم تحت السيطرة والتأكد من سلامة الجهاز المصرفي، وإن النمو الاقتصادي يقع على كاهل جهات أخرى، باعتبار أن تحقيق الاستقرار النقدي يوفر المناخ الملائم للنمو الاقتصادي الذي يجب أن يبقى مهمة السياسة المالية الاقتصادية.

هذا الوضع تغير الآن، وخاصة في ظل محدودية الموارد المالية وعدم قدرة السياسة المالية على تحمل تكاليف الحوافز اللازمة لتشجيع الاستثمار والنمو، فالمهمة الأولى للسياسة المالية أصبحت من الناحية العملية تدور حول تأمين قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي، وتخفيض العجز، وإبقاء المديونية تحت السيطرة.

عالمياُ برز الاتجاه الجديد بشكل واضح في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث تجمد النمو أو صار سالباً في بعض الحالات، وارتفع معدل البطالة، واصبح من واجب البنوك المركزية أن تتدخل خاصة وأنها تملك الموارد والأدوات المؤثرة.

في الأخبار أن محافظ البنك المركزي الأميركي (رئيس مجلس إدارة الفدرال ريزيرف) ستنتهي ولايته قريباً، وأن الرئيس باراك أوباما يقلب أسماء المرشحين لخلافة برنانكه، وأن الشرط الواجب توفره في المسؤول الجديد هو التركيز على إنماء الاقتصاد وليس فقط مكافحة التضخم واستقرار الأسواق.

مثل هذا يحدث أيضاً في أوروبا واليابان، حيث تأخذ البنوك المركزية على عاتقها تحفيز النمو الاقتصادي وإعطاءه الأولوية دون أن تتخلى عن مهماتها التقليدية أي الحفاظ على الاستقرار، فقد اقتحمت المجال الاقتصادي من منطلق نقدي.

تعرف البنوك المركزية ماذا عليها أن تفعل في مواجهة التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني، وبعضها تقليدي كالتضخم، وعجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات، وتقلبات سعر الصرف، وارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة عن المستويات المستهدفة، وبعضها الآخر جديد كالركود الاقتصادي وارتفاع مستوى البطالة واضطراب السوق المالي (البورصة).

من السهولة بمكان تحديد نقطة التدخل عن طريق إعداد نسب مستهدفة لكل واحد من المؤشرات المذكورة أعلاه وغيرها، ومراقبة ما يحدث لها لاكتشاف أي انحراف يستوجب التدخل بالقدر اللازم.

يذكر أن المباحثات بين خبراء صندوق النقد الدولي والمسؤولين الأردنيين في وزارة المالية والبنك المركزي تسفر عادة عن إعداد جداول رقمية بالمؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية لعدة سنوات قادمة، بعضها على أساس ربع سنوي، مما يسهل عملية تقييم الأوضاع والاتجاهات وتقدير الحاجة للتدخل بمقارنة الواقع بالأهداف.

( الرأي )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات