لماذا لخصت واشنطن أزمة سوريا بالسلاح الكيماوي ؟

تم نشره السبت 14 أيلول / سبتمبر 2013 08:23 مساءً
لماذا لخصت واشنطن أزمة سوريا بالسلاح الكيماوي ؟
د. صالح بكر الطيار

بعد ان قُرعت طبول الحرب وبدأت المنطقة تتحضر لوقع ضربة عسكرية ضد النظام السوري وألته العسكرية أخرجت روسيا من عباءتها مقترحاً تتعهد سوريا بموجبه بالتخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية شرط ان تتراجع واشنطن عن توجيه أي ضربة عسكرية سواء كانت كبيرة او محدودة .ولقد تلقف الرئيس الأميركي باراك اوباما هذه المبادرة وطلب من وزير خارجيته جون كيري مناقشة تفاصيلها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف كما طلب من الكونغرس الأميركي وقف مناقشة الضربة العسكرية وعدم التصويت عليها .وكانت الأجواء في اوساط الأدارة الأميركية توحي بأن اعضاء كثر في مجلس الشيوخ الأميركي وفي مجلس النواب غير متحمسين لتوجيه أي ضربة عسكرية الى النظام السوري حتى لا تتكرر التجربة الأميركية في افغانستان والعراق رغم ان الرئيس اوباما ليس بحاجة الى تفويض من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية محدودة الأهداف ومحصورة بالزمان والمكان .ويبدو ان الذي دفع بالرئيس اوباما الى اللجوء الى مجلسي الشيوخ والنواب هو ان بريطانيا صوتت ضد الحرب ، ووقفت المانيا وأيطاليا وهولندا وكندا وأسبانيا ودول اخرى على الحياد بحيث لم يجد الرئيس اوباما من متحمس الى جانبه سوى فرنسا وأستراليا على المستوى الدولي وبعض الدول العربية على المستوى الأقليمي .يضاف الى ذلك فقد اظهرت استطلاعات الرأي في اميركا وأوروبا ان الأكثرية الشعبية ضد الضربة ، وكذلك الحال بالنسبة الى روسيا وإيران ومعها دول البريكس ، مما يعني ان تفرد اوباما بإتخاذ قرار الحرب كان سيضعه محل مساءلة امام ناخبيه فيما لو لم تحقق الضربة النتيجة المرجوة بعد ان كثر الحديث عن ان واشنطن تريد توجيه ضربة اجتراحية لبعض مفاصل النظام السوري وليس توجيه ضربة استئصالية لنظام بشار الأسد .وفيما يعتبر بعض المراقبين ان الزام النظام السوري بالتخلي عن ترسانته الكيماوية هو انتصار كبير تحقق بفضل التهديد بالحرب ، فإن مراقبين أخرين يعتبرون ان المبادرة الروسية انقذت اوباما من الموقف الحرج الذي كان يتخبط به حيث بدا قبل اعلان المبادرة انه ليس في موقع يسمح له بالقيام بتنفيذ ضربة ولا بموقع يسمح له الأحجام عن القيام بالضربة .وكما انقذت هذه المبادرة اوباما فإنها على المدى المنظور قد انقذت نظام الأسد لأن المعطيات كانت تفيد ان المعارضة السورية كانت تنتظر تنفيذ الضربة للقيام بهجوم كبير على معقل الأسد في دمشق وشن هجوم مماثل على محور حلب وحمص وحماه ودرعا والقامشلي بحيث لا يبقى امام النظام إلا الإستسلام او هروب اركانه الى الخارج .وبما ان الضربة الغيت او تأجلت فمن الطبيعي ان تعلن المعارضة السورية امتعاضها من ضياع هذه الفرصة ورفضها لهذه المبادرة التي منحت النظام ،برأيها ،جرعة من الأوكسجين سيستفيد منها لتعزيز مواقعه من خلال انتهاج سياسة المماطلة والتسويف لكسب الوقت لأن البدء بتنفيذ المبادرة الروسية يحتاج الى وقت طويل وليس الى ايام كما تطالب بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا على وجه الخصوص .وهنا يحق التساؤل عن مدى جدية المجتمع الدولي في التخلص من النظام السوري حيث تفيد الوقائع ان الغرب يفتش عن مصالحه فقط وأنه غير معني بسقوط مائة الف قتيل ومئات الاف الجرحى في سوريا بدليل انه نسي او تناسى معاناة الشعب السوري وأنخرط في تسوية عنوانها السلاح الكيماوي السوري بينما حقيقة الأزمة في سوريا عنوانها التخلص من نظام ديكتاتوري يحكم منذ عقود بالحديد والنار .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات