ضع بصمتك

تم نشره الإثنين 16 أيلول / سبتمبر 2013 01:48 صباحاً
ضع بصمتك
د.رحيل محمد غرايبة

هذا الشعار الجميل ينبغي أن يرفعه كل مسؤول، قبل أن يبدأ عمله الجديد، وقبل أن يباشر مسؤوليته الجديدة، مهما كانت مرتبته، ومهما كانت درجة مسؤوليته؛ إذ عليه أن يفكر مليّاً، ويعيد التفكير مراراً، ويستشير أهل الخبرة والتجربة السابقة، بالإضافة إلى رواد الإبداع من أصحاب الأفكار التجديدية والتطويرية ،من أجل وضع تصوره لخريطة عمله،وماذا يستطيع ان يضيف، ومن أجل وضع بصمته الخاصة والمميزة، التي تسهم في تطوير مؤسسته ورفعة شأنها.

البصمة المطلوبة من كل صاحب مسؤولية ينبغي أن تدفع المؤسسة إلى الأمام، سواء عبر زيادة الإنتاجية، أو تحسين جودة منتوجاتها، أو ابتكار ما هو جديد، أو تسهيل العمل أو توفير الوقت على المراجعين، أو معالجة مشاكل مستعصية، أو إضافة خدمة جديدة للزبائن وعموم المواطنين..

يجب أن نعلم جيداً، أن المسؤول الذي لا يستطيع الإضافة والتجديد على ما سبق، فقد أسهم في جمود المؤسسة، والجمود يعني التأخر والرجوع إلى الخلف، مما يعني السير في طريق الأفول، لأن الحقيقة الكونية تقول: «من لا يتطور ينقرض» والمقصود هنا تطوير الأطر والأدوات والوسائل، وتنمية الملكات واكتساب المهارات، التي ترفع مستوى الأداء، وتحسن طرق التعامل مع الموجودات؛ على طريق الحفظ والعناية، وعلى نحو يزيد منسوب الصلاح ويقلل منسوب الفساد.

إن بعض المسؤولين يأتون إلى المسؤولية ويغادرون مواقعهم كما أتوا ؛دون أن يتركوا بصمة أو أثراً يذكرّ بهم، وبعضهم يترك بصمة رديئة وذكراً سيئاً وسمعة مشينة، أودت بالعمل وأخرت الإنتاج، وأسهمت في تخريب المؤسسة، وبعضهم جعل منها مرتعاً للفساد، واعتبر المسؤولية فرصة للكسب الشخصي، ونهبا للمال العام، وبعضهم لا يرى في المسؤولية إلّا أداة للاستعلاء على خلق الله، وفرصة للنيل من الخصوم، والاستمتاع بإيذاء الناس والتضييق على العاملين!

لو يعلم المسؤولون ما في المسؤولية من كلفة عظيمة، وما تجر عليهم من حسرة وندامة في الدنيا والآخرة، لما شهدنا هذا التنافس المحموم، وهذا التزاحم الشديد على مواقع المسؤولية، وخاصة من غير المؤهلين ومن غير الأكفاء، الذين لا يقدرون عظم المسؤولية وخطورتها وأثرها العام على المجتمع، ومستقبل الاوطان والاجيال!!

شعاع / بقية

عندما يتم تمثل شعار: (ضع بصمتك)، سوف يكون ذلك سبيلاً للتطوير والتحديث والتحسين على كل المستويات، وفي كل المجالات، وسوف يكون ذلك طريقاً للحاق بالشعوب المتقدمة، التي استطاعت أن تسهم في تطوير البشرية ،وتحسين مستوى المعيشة على الصعيد الفردي والجماعي.

وبناء على ذلك يجب أن يكون هناك سؤال دائم؛ يتم توجيهه إلى كل من يريد أن يتقدم إلى موقع المسؤولية: ما هي البصمة التي تريد أن تضعها من خلال عملك؟ والإجابة على هذا السؤال ينبغي أن تكون محور التقويم، قبل وأثناء العمل وبعد الخروج منه، بالإضافة إلى كون هذا السؤال يمثل تحدياً داخلياً على صعيد الذات، ومحفزاً للإنسان نحو التطوير والتحسين الدائم والمستمر ،الذي ينبغي ان لا يتوقف ابدا.

«ضع بصمتك» ينبغي أن يكون شعاراً في الحياة، لكل فرد، وليس لأصحاب المسؤولية فحسب، إذ ينبغي على الإنسان أن يعلم أنه جاء للحياة وهو يحمل أمانة ثقيلة،ورسالة عظيمة في هذا الكون، فهو ليس مجرد كائن يأكل ويشرب وينام ويتناسل، فهذا الدور تقوم به كل الكائنات الحية بلا استثناء ،حتى الديدان في الأرض! فالإنسان متميز عن سائر المخلوقات بهذه المهمة الرسالية النبيلة؛ التي جعلت منه سيداً محترماً؛ يعنى باعمار الارض وحفظ المخلوقات الأخرى والعناية بها، والعمل على استمرار الحياة بلا فساد ولا اختلال.

الإنسان معني بطلب العلم وتحصيل الخبرة والبحث عن الحكمة ؛عبر السير في جنبات الأرض وأقطار السموات والأرض ،من أجل امتلاك القدرة على وضع بصمته الخاصة في سجل الحياة الطويل، وأن يسطر اسمه في قائمة المصلحين، الذي خدموا البشرية وقدموا للحياة وأناروا الطريق أمام الأجيال..

بعض الناس يمثل عبئاً ثقيلاً على الحياة، ويجعل من نفسه حملاً شديد الوطأة على أهله وذويه، وعلى شعبه ووطنه، وعلى البشرية جمعاء، وما ينطبق على الفرد ينطبق على الجماعة والأمة والشعوب، فبعض الشعوب جعلت من نفسها أمة مستهلكة غير قادرة على إعالة نفسها، وغير قادرة على الإنتاج، فضلاً عن أن تكون قادرة على خدمة غيرها من شعوب الأرض وأممها، ومن هنا نستطيع أن نفقه معنى قوله تعالى: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) أي كونوا خير الأمم للأمم الأخرى، بالخدمة والهداية وتسهيل الحياة وتطويرها وتحسينها، وإبعادها عن الشقاء.

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات