رغم كل قوة اسرائيل و جبروتها فهي رهينة في هذه المنطقة
لم اكن يوما اشعر بان هناك ضربة امريكية لسوريا لانني كنت مقتنع ان كل ما حدث في سوريا و في العراق و في مصر و كل ما يحدث من مصائب و كوارث في منطقتنا سببه وجود هذا العدو الصهيوني على ارضنا ارض فلسطين التاريخية و كل ذلك يصب في مصلحة هذا العدو .
و كنت مقتنع ان اي قرار في المنطقة ياخذ بعين الاعتبار اولا المصالح الغربية و على راسها مصالح الولايات المتحدة الامركية و المرتبطة بحماية اسرائيل اولا و تدفق النفط ثانيا , اما خارج هاذين الهدفين فهو زيادة و لاقيمة جوهرية له و انه فقط لتجميل الوجه القبيح لهؤلاء فهذا العالم المجرم الغير انساني و الذي يبحث عن مصالحه فقط و لا يوجد بعد انساني او اخلاقي او مبادىء تربطه في هذه المنطقة .
و اعتقد ان كل الحروب التي حدثت في المنطقة ان كانت بسبب فلسطين اولا او في العراق او في افغانستان لم يكن هناك ظهرا تحتمي به تلك الدول فاللاعب الاساسي و الاول هو اسرائيل و من يحميها .
فالعراق مثلا من كان معه ؟ و افغانستان كذلك من كان معها ؟ ..... الخ .
و فلسطين في كل حروبها ابتداء من حرب عام 1948 و حرب عام 67 و حرب عام 1973 و العدوان المتكرر على غزة و الضفة ... من الظهر الذي كان مع فلسطين ؟
اما اليوم فالوضع متغير و مختلف تماما مع سوريا حيث اصبح مفتاح بقاء حزب الله و وجوده مرتبط بدمشق و مفتاح و بقاء طهران - كدولة تملك اوراق على الطاولة او تنتهي - موجود في دمشق .
و كذك هل تبقى روسيا دولة من العالم الاول او تنتقل الى العالم الثاني او الثالث مفتاحها في دمشق و لهذا , فهذا الحلف ( المكون من ايران و سوريا و حزب الله و روسيا و الصين ) كله مرتبط بعضه ببعض و ليس موضوع مصالح فقط و لكن وجود او عدم وجود .
و لهذا عندما رأى الحلف المعاكس ( الولايات المتحدة و بعض دول العالم الغربي و العربي ) عواقب شن حرب على سوريا ربما يكون له تداعيات كبرى على اسرائيل تغير موقفهم و تحولوا الى مفاوضات بعد الوعيد و التهديد المتكرر بضرب سوريا !
و كان موضوع الرد جديا و لا جدال و لا مهادنة في ذلك , و لهذا تغيرت البوصلة الى بوصلة مفاوضات بدل الحرب و اعتقد انه لكل تلك التداعيات على اسرائيل المتوقعة , طلبت الولايات المتحدة الامريكية من روسيا بالعمل على ايجاد مخرج يحفظ ماء وجهها .
و لهذا ارى و اعتقد ان اسرائيل و رغم كل قوتها و جبروتها و كل ما تمتلكه من امكانيات عسكرية و علاقات دولية فهي رهينة و نقطة ضعف للعالم الغربي في اتخاذ قرارات هامة مثل ما هو حاصل الان .
و لن يتم تغير هذا الوضع الا بالقضاء على ايران و هذا شيء من المستحيلات بدون ثمن غالي و هائل يمكن دفعه لان ايران تتميز بثلاث ميزات اهمها :
1- دولة لها ارادة حرة و لا يستطيع احد ان يتدخل في ذلك خارج مصالحها .
2- دولة تعتمد على امكانياتها الذاتية وفي امتلاكها وتصنيعها لسلاحها .
3- الاعتقاد الشيعي المختلف عنا و هو ولاية الفقيه الذي يتحكم بكل شيء.
اعتقد ان هذا الامر هو ما يجعل هناك توازن قوة في المنطقة و الا لمُسحنا من الوجود للافكار الصهيونية الاجرامية التي يمتلكها هذا العدو تجاه هذه المنطقة .
و لهذا ارى انه يجب ان تتوحد كل الاتجاهات لتنصب على هذا العدو فايران ممتدة جذورها في اعماق التاريخ و كما هم العرب و لا تستطيع ان ترحل او تجعلنا نرحل او بامكاننا ان نجعلهم يرحلون و لا يستطيعون تحويلنا الى شيعة و كذلك الامر لا نستطيع تحويلهم الى سنة .
و لهذا فلا بد من التفكير بمصالح كل الاطراف بان يكون هناك تغير في الاتجاه و التفكير و بدل استخدام لغة العداوة و لغة التفرقة التي تعتمد على المذاهب ... هذا سني و هذا شيعي فانه يجب ان تكون هناك لغة حوار من خلال المصالح المشتركة و التي هي مخرج للجميع . و لنا في قوله تعلى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) صدق الله العظيم , منهاج و دليل عمل لصالح المسلمين عربا كانوا ام عجما .