الإفتاء : التسول ظاهرة قبيحة
المدينة نيوز:- أكدت دائرة الافتاء العام ان التسول يشكل ظاهرة قبيحة تسيء إلى سمعة المجتمع، وتعكر صفوه وتشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل.
وجاء في البيان الذي اصدرته الدائرة ، الاثنين ، ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نهى أن يذل المؤمن نفسه، حيث قال: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه أخرجه الترمذي.
واضاف البيان كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفر منها لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته، مشيرا لما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم .
وحرص الإسلام على حفظ كرامة الإنسان، وصون نفسه عن الابتذال والتعرض للإهانة والوقوف بمواقف الذل والهوان، فحذر من التعرض للتسول الذي يتنافى مع الكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى للإنسان، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) الإسراء/17.
وكذلك حرّم الإسلام المسألة على كل مَنء يملك ما يغنيه عنها من مال أو قدرة على التكسب سواء كان ما يسأله زكاة أو تطوعاً أو كفارة، ولا يحل للمتسول أخذه، قال الشبراملسي: "لو أظهر الفاقة وظنه الدافع متصفاً بها لم يملك ما أخذه، لأنه قبضه من غير رضا صاحبه، إذ لم يسمح له إلا على ظن الفاقة"، لقوله صلى الله عليه وسلم: من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل منه أو ليستكثر رواه مسلم، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله رواه الترمذي.
فالمحترف لهذه المهنة القبيحة يأكل أموال الناس بالباطل، ويطعم أبناءه سحتاً، أي: مالاً حراماً.
ومما يسيء إلى صورة بلدنا المبارك أن نرى أطفالاً صغاراً ونساءً أُرسلوا من قبل أوليائهم إلى الإشارات الضوئية وإلى أبواب دور العبادات، وعاشوا في الشوارع حفاة، وبلباس مبتذل، يظهرون العوز والفاقة والكآبة ليستدروا عواطف الناس، وأنهم ما أخرجهم من بيوتهم إلى الجوع.
واكد البيان ان الإسلام عالج هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول والحض على العمل والإنتاج وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده لقول صلى الله عليه وسلم: مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ رواه البخاري .
ولفت الى انه من كان في ضيق وكربة فعليه مراجعة الجهات المعنية وهي في بلدنا كثيرة ولله الحمد، فالمتسول يأخذ أموال الناس بغير حق وسيسأل عنها أمام الله عز وجل، وقد اعتبر القانون الأردني التسول بغير سبب مشروع جريمة يستحق صاحبها العقاب عليها لأنه أكل لأموال الناس بالباطل ووسيلة من وسائل التحايل على الناس ، كذلك لا ينبغي تشجيع هؤلاء بالتصدق عليهم كما ينبغي نصحهم ووعظهم كي لا يأكلوا أموال الناس بالباطل، والله تعالى أعلم.