الدستور تضرب شبيح الأسد في عمان من تحت الحزام
المدينة نيو- خاص - هاجمت افتتاحية يومية الدستور الأردنية الاثنين سفير الأسد في عمان بهجت سليمان بعد تكرار دس أنفه في الشأن الأردني ومهاجمته الصحيفة عبر صفحته على فيسبوك .
وكان سليمان هاجم جريدة الدستور بسبب نشرها كاريكاتيرات نتنقد نظام الأسد ، غير انه وبعد ذلك عاد واتهم الأردن بان الموساد الاسرائيلي يعمل على الأراضي الأردنية وهو ما أثار الرأي العام والصحيفة الزميلة التي تصدت للمذكور عبر هذه الافتتاحية التي تعيد المدينة نشرها لقرائها :
يبدو ان بهجت سليمان سفير النظام السوري في عمان تجاوز في غيه حدود اختبار صبر المضيف فالاردن الذي لم يعهد من قبل حالة يتحول فيها الدبلوماسي الى «شبيح»، التزم الصمت على ممارسات الرجل تقديرا لحالته النفسية بعد فقد صوابه وعندما تجاوز اعراف وقواعد الضيافة واصولها نبهته وزارة الخارجية اكثر من مرة غير ان الرجل اصر على «تشبيحه» الى ان بلغ الامر حدا لا يمكن السكوت عليه.
ندرك ان الاردن الرسمي احسن التقدير في تعامله مع «تشبيحات» الرجل مراعاة لحالته النفسية لكن اللافت ان هذه الحالة دخلت مرحلة المرض «المزمن» الذي بات يتطلب جراحة عاجلة تقوم بها وزارة الخارجية قبل ان يفتح السفير «الشبيح» ابواب حصنه الدبلوماسي ويطلق العنان لبث سمومه بعد ان تطورت تشبيحاته لتطال هذه المرة الاردن ولكن بطريقة اعنف ولتصل شظايا هجومه واتهاماته بعض السفراء العرب وسفراء الدول الصديقة.
ندين ونستهجن ان يقوم دبلوماسي بممارسة خيانة الضيافة وخرق الآداب في التعامل الدبلوماسي ويبدو ان السفير السوري في عمان لا يريد ان يدرك ان اصغر موظف في وزارة الخارجية الاردنية يمكنه تنفيذ امر ترحيله ان اقتضى الامر وهو يدرك ايضا لو ان الحكومة ارادت ان تعامله وفقا للاعراف الدبلوماسية لطلبت منه مغادرة البلاد منذ اللحظة الاولى لممارسته «التشبيح» وانه لو كان في بلد آخر للفظته منذ نشوب الازمة السورية.
نستغرب افعال السفير ونستغرب اكثر عندما نقرأ تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي ولغته التي لا تشبه الا لغة الحرب والتآمر وعندما ندقق فيما يقول من اتهامات وما يدعيه بان الاردن تحول الى ساحة لعمل اجهزة المخابرات الدولية ضد سورية وبطبيعة الحال نحن نفهم سر هذه الاتهامات لرجل فقد صوابه ولكننا نسأل السفير ما الذي يفعله حزب الله في الاراضي السورية وما الذي يفعله الحرس الثوري الايراني في قلب دمشق وفي مقراتها العسكرية والسياسية، أليس يصب هذا في خانة العداء للامتين العربية والاسلامية ويمهد لاقامة ولاية الفقيه؟.
اذن نحن امام سياسة القفز في الهواء والنوم في فراش الاخرين وهي سياسة لا يمكن ان تصمد طويلا لان الانتقال بين الخنادق له استحقاقات معروفة في العمل السياسي والعسكري والارتهان للاخر وهي استحقاقات مخجلة ومذلة ولا تجلب لصاحبها سوى العار.
لا نريد الخوض في التفاصيل الشخصية لمن تعدى وشتم واتهم لاننا نفهم سر انتقال السفير السوري بين الخنادق فمن يرهن نفسه في احضان الاخرين لا نستغرب مواقفه وهي مواقف متأصلة في النهج السوري فالتدقيق في تاريخ هذه المواقف لا يحتاج الى تعليق.
رغم شعورنا بالاستياء البالغ حاولنا بصعوبة استيعاب الشتائم المتطرفة والشاذة التي طالت الاردن وبعض السفراء العرب وسفراء الدول الصديقة ولان استعادتنا لشريط الذكريات السلبية للمهاجم اثارت حفيظتنا وهو ما يدعونا للطلب من وزارة الخارجية التحرك الفوري واتخاذ اشد الاجراءات بحق السفير «الشبيح» واعتباره غير مرغوب فيه في الاراضي الاردنية.
نفهم ان ينحاز الدبلوماسي لبلاده وهو يدافع عنها ضمن ما هو مقبول سياسيا ودبلوماسيا لا ان يمارس البلطجة والتشبيح واتهام الدولة المضيفة ومعها سفراء الدول الاخرى دون ان يردعه خلق او قيم ولا بد من التأكيد ان مرور ما جرى مرور الكرام سيسمح ليس للسفير فقط وانما لجميع اركان سفارته بالتمادي بشكل أوسع وأعمق وأبلغ.
السفير السوري هذه المرة وسع هجومه واتهاماته عندما قال: «اننا نواجه عشرات الاجهزة الامنية المعادية لسورية، التي تسرح وتمرح في المملكة الاردنية الهاشمية، وفي طليعتها «الموساد الاسرائيلي»..
سخونة الهجوم علينا وعلى سياستنا وعلى نخبة صحفيينا وتوجيه الاتهام بـ»العمالة» لنا كانت قاسية ومؤلمة وجارحة ولا ندري لماذ الصمت الرسمي على هذا التجريح وتجاوز كل الحدود ونحن نتمسك بقوة وبقسوة بحقنا في استمرار المطالبة باتخاذ اشد الاجراءات بحق من وجه لنا ابشع التهم واكثرها ظلامية فالهجوم الذي جرى، هناك من يقف خلفه تخطيطا ودعما، ما دام المنفذ امتلك كل هذه الجرأة، وهو يعلم ان ما اقترفه لا بد من ان يكون له استحقاقه.. وللحديث بقية.