أرقام تثير الهلع!!

تم نشره الثلاثاء 24 أيلول / سبتمبر 2013 01:29 صباحاً
أرقام تثير الهلع!!
خيري منصور

فيما يستغرق العالم في حروب كبرى وصغرى ينسى أن هناك أعداء يتفاقم عددهم وتتضاعف قوتهم من الطبيعة ذاتها، وما ينشر بالارقام عن التصحر الذي يقضم الأرض وما عليها ومن الجفاف المتزايد ينذر بكوارث لا يستخف بها إلا من قال ليأت من بعدي الطوفان، رغم ان الطوفان عندما يأتي يجرف عظامه أو ما تبقى منها في القبر ويغرق أحفاد أحفاده.

ان من يقرأ الأرقام المعلنة عن عدد الذين يموتون في كل دقيقة على سطح هذا الكوكب من الجوع يشعر بالخجل ولا يجد طريقة يعتذر بها لآدميته كي يستعيد توازنه، فآخر الاحصاءات التي نشرت مؤخراً تقول بأن العالم يفقد في كل دقيقة اكثر من عشرين هكتاراً من الأرض بسبب التصحر وعشرة هكتارات بسبب تدهور التربة، اضافة الى خمسة وعشرين هكتاراً من الغابات والاشجار.

وقد تكون حروب الماء القادمة أشد عنفاً من حروب النفط والذهب وشهوة العدوان والتوسع، لأن الانسان عندئذ سيدافع عن بقائه حياً، لكن ما يقرع من أجراس لا يصل رنينه الى أحد وسط هذا الزحام والضجيج.

لقد تحولت الطبيعة حاضنة البشر وأمهم التي كانت رؤوماً ذات يوم الى عدو تستطيل أنيابه في كل لحظة، كأنها تدافع هي الأخرى عن نفسها ضد هذا العقوق البشري، فهي أيضاً لها حقوق لكنها منتهكة وما من أحد ينطق بلسانها ولو استطاعت الأشجار والأنهار أن تتكلم لمشت في مظاهرات لكنها على ما يبدو فضلت الفعل على الكلام وبدأت تمارس انتقاماً لا أحد يحزر نهايته!

ويتحمل الاعلام الداجن والمسيّر عبئاً من مسؤولية التجهيل بما يحدق بالانسان من أخطار، لأن هناك دولاً يهمها نشر الأنباء عن مجاعات وكوارث في بلدان أشد منها فقرا، وهي لا تدرك بأنها تحظى بمرتبة السيّء نسبة الى الأسوأ، وان المريض لا يستعيد عافيته لمجرد أن يشاهد الموتى، باعتباره افضل حالاً منهم، رغم انه يسعى بقدميه الى حتفه وهو آخر من يعلم!

لقد اصبحنا نخشى معرفة المزيد من المعلومات والأرقام عن الكوارث القادمة، والتي يحجبها عنّا حروب مجنونة وانتحارات جماعية تحت عناوين طائفية واثنية وعرقية، فالمعرفة تتطلب على الفور تدابير استدراكية وهذا ما لا نملكه كأفراد.

ان كوكباً أكثر من ثلث ساكنيه مشردون وجياع وجهلة ومرضى هو بالتأكيد كوكب مُحْتل وَمُخْتل معاً، وحين تغيب العدالة على هذا النحو المتوحش فإن كل حديث عن السلام والمستقبل الآمن هو مجرد ثرثرة لا تختلف كثيراً عن تجشؤ المُتخمين وهم يشاهدون عن بعد هياكل عظمية تسعى بحثاً عن أي شيء يسد رمقها لأن أسمالها المهترئة كانت آخر وجبة التهمتها!!

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات