تصاعدية ضريبة الدخل!

تم نشره السبت 28 أيلول / سبتمبر 2013 12:42 صباحاً
تصاعدية ضريبة الدخل!
فهد الفانك

قدمت الحكومة إلى مجلس النواب مشروعأً لقانون ضريبة الدخل والمبيعات ، ولا جديد في ذلك ، فقد كان القانون دائماً تحت إعادة النظر بقصد زيادة الحصيلة التي قد تتأتى من تغليظ الضريبة ، والواقع أن قانون ضريبة الدخل أصبح رمزأً لعدم الاستقرار التشريعي وغياب الاطمئنان للمستقبل.

التعديل يستهدف جعل الضريبة على الدخل تصاعدية. والواقع أن القانون الحالي ينص على التصاعد ، فالشريحة الأولى تدفع صفراً والثانية 7% والثالثة 14% ، فإذا لم يكن هذا تصاعدأً فماذا يكون؟.

في الوقت ذاته تقول الحكومة أنها لن تنفر المستثمرين بزيادة الضرائب على الأرباح ، فكيف يكون ذلك ، وهل هناك طريقة سحرية لجعل المستثمرين يدفعون ضرائب أعلى وهم سعداء وراضون ، يقولون: هل من مزيد!.

التصاعد موجود في الضريبة على الأفراد من موظفين ومستخدمين وأصحاب مهن كالأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين وأمثالهم. وربما كان بالإمكان تخفيض الشريحة المعفاة للعائلة من 24 ألف دينار إلى 20 ألفاً ، وزيادة نسب الضريبة على الشريحة الأولى من 7 إلى 8 ، وعلى الشريحة الثانية من 14 إلى 16%. علمأً بأن مثل هذه التعديلات ستقابل بالاعتراض ، ولكن يمكن تمريرها بأقل قدر من الأضرار.

أما التصاعد بالنسبة لأرباح الشركات فشيء لم نسمع به من قبل ، ولا يوجد بلد في العالم يجعل الضريبة على الشركات تصاعدية ، فللضريبة حصة محددة من الأرباح قلت أو كثرت ، علمأً بأن الأرباح الكبيرة تعـود في معظم الحالات إلى استثمارات كبيرة ، ونسبة الربح إلى رأس المال أو إلى عـدد المساهمين أهم من مبلغ الربح المطلق ، وإلا فإن القانون يعاقب الشركات التي تنمو وتكبر وتعزز قاعدتها الرأسمالية بالمزيد من المساهمين ورأس المال أو تندمج مع شركات أخرى لتشكيل شركات كبيرة.

زيادة حصيلة ضريبة الدخل هدف مشروع ولكنه لا يكون برفع النسبة خلافاً للاتجاه العالمي ، بل بتوسيع قاعدة الضريبة والوصول إلى جميع المكلفين والحد من اقتصاد الظل وتخفيض درجة التهرب الضريبي.

أما فيما يتعلق بضريبة المبيعات ، فليس من مصلحـة الحكومة أن تفتح هذا الباب ، فالنسبة الحالية وهي 16% من أعلى النسب في العالم إن لم تكن أعلاها ، وقد استوعبها الاقتصاد الوطني بصعوبة ومن الأفضل ترك الفتنة نائمة.

تبقى ملاحظة أخيرة حول الاستقرار التشريعي ، فلا يجوز أن يكون لدينا قانون جديد لضريبة الدخل كل سنة أو سنتين ، فهذا الوضع يخلق قدراً من حالة عدم التيقن والخوف من المستقبل ، ويسيء إلى مناخ الاستثمار.

( المصدر : الرأي الاردنية 28/9/2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات