فيلم عربي طويل!!

تم نشره الإثنين 30 أيلول / سبتمبر 2013 01:24 صباحاً
فيلم عربي طويل!!
خيري منصور

عندما يكون الفيلم طويلاً ولا تلوح له نهاية اضافة الى كونه مملاً، والسيناريو متكرر والممثلون هم انفسهم لكن بأسماء مستعارة، فان حضور مثل هذا الفيلم هو حفلة تعذيب نفسي، وحين تفتقت عبقرية زياد الرحباني عن فيلم امريكي طويل لم يكن العالم قد اصبح قابلا لأن يدخل كله من ثقب إبرة، وليس الفيل والبعير فقط.

وحين تصبح تقاويم أمة فقدت الشّدة فوق الميم مجرد سلسلة من ردود الافعال، فهي بالتأكيد ليست لاعباً بقدر ما هي الكرة، لكن هذه الكرة لم تعد من مطاط انها من لحم بشري ومملوءة بالدم، لهذا يتعثر بها اللاعبون.. قد يبدو هذا الكلام رمزياً أو مجازياً في وقت اصبحت فيه الحقائق من فولاذ لا تقاوم اي مغناطيس مهما صغر!

ان المجازفة بالخروج عن هذا المجاز باهظة التكلفة، لان ما سوف يحدث ليس تعبيراً عن اختلاف في الرأي، بل هو حكم اعدام معنوي، فالثالوث البائس من التهم الجاهزة لا يسلم منه حتى من اراد ان يتساءل ويعبر عن دهشته مما يرى، وثالوث التخوين والتكفير والتجريم لا يحتاج الى حيثيات وقرائن، أو شهود نفي أو اثبات لان الفوضى عندما تعم يصاحبها عمى ايديولوجي حيث لا يبقى بصر ولا بصيرة.

فهل ننتظر كي يبرد الدم قليلا وليس الصلصال فقط, ثم نغرز اصابعنا؟ أم ان الاوان سيفوت ولن ينفع بعده اعتذار أو استدراك؟

ان وطناً بسعة قارة وأضيق من زنزانة هو الآن عرضة للتشطير كالكعكة التي لا تعيق السكين وهي تتوغل فيها حتى نواة تمرة أو حبة زبيب.

فما بدأ اثنان سوف يصبح أربعة، وكأن هذا الانشطار الاميبي قدر من استؤصلت ضمائرهم وارادتهم بجراحة بالغة القسوة.

اما المفارقة، فهي ان الحوامل العربيات اللواتي تجرى لهن عمليات سياسية قيصرية أمامهن ان يخترن، موتهن او موت الأجنة في الارحام، لهذا علينا ان نتذكر ما قاله طبيب ذات يوم بعد ان فرغ من اجراء جراحة لأحد مرضاه، فقد قال وهو يغسل يديه.. ان العملية نجحت بحمد الله لكن المريض مات!!

هذا الفيلم العربي الطويل والممل والرديء في السيناريو والاخراج انصرف عنه المشاهدون لانه كما قلت من قبل بلا نهاية.

اما الامبراطور الذي يشبه الطاووس العملاق في زركشة ثيابه، فهو بانتظار طفل جسور يقول انه عار كما في قصة اندرسن الشهيرة..

واذا كان الاباطرة عراة والفيلم طويل وممل، فلماذا يفرض علينا ان نتغزل بثياب الاباطرة، ونشكر مخرج الفيلم سواء كان رجلاً من طراز برنارد لويس أو امرأة من طراز رايس على الفيلم الرائع ؟؟

( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات