ليالي الشمال الحزينة

تم نشره الثلاثاء 01st تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 01:14 صباحاً
ليالي الشمال الحزينة
نايلة تويني

لعل اغنية فيروز تعبر افضل تعبير عن تلك الليالي الحزينة التي تفتقد فيها عائلات من عكار وطرابلس احباءها الذين قضوا في بحر اندونيسيا. هم شهداء الفقر والعوز والحرمان. انهم الحالمون بغد افضل، بربيع لبناني عربي افتقدوه طوال حياتهم. ربما لا يبالي هؤلاء بالسياسة الاقليمية، ولا يكترثون للاتصال الهاتفي بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الايراني حسن روحاني. ما يهمهم من الاتصال هو ان يرتاح الوضع الامني على الحدود مع سوريا، وان ينقطع القصف السوري عن قراهم، وان تعود حركة التهريب عبر الحدود ليحصلوا على سلع باسعار مخفوضة. تهمهم الاشياء الصغيرة التي تغلب الاحلام الكبيرة.

ليالي الشمال الحزينة ليست وليدة الامس، بل هي تراكم الاهمال الذي يعمّ أكثر المناطق اللبنانية البعيدة جغرافيا. وهذا الكلام صار مملا لأهالي تلك المناطق، اذ يتردد على مسامعهم تكراراً، وتتراكم الوعود كلما زارهم وزير وتصدر الكاميرات والاعلام، ثم لا يلبث ان يغادر وتتبخر معه تلك الوعود الصورية.

هذه حال معظم اللبنانيين مع واقعهم المأسوي المزمن، ولعل ما يحدث في طرابلس او في صيدا وبالامس في بعلبك، وفي اماكن اخرى كثيرة، هو ما يحفز كثيرين على الهجرة، حتى ليكاد البعض يقول ان الباقين في البلد هم الفاشلون الذين لم تنفتح امامهم الفرص في العالم الواسع، وكأنهم بذلك يريدون القضاء على ما تبقى من معنويات لدى البعض، والاهم على فكرة الصمود في وجه المؤامرات الهادفة الى تغيير وجه لبنان وتهجير اهله ومواطنيه الحقيقيين المتشبثين بأرضهم، والقابلين بمصيرهم الضبابي.

الليالي الحزينة لا تقتصر على الشمال، فهي دخلت كل منزل، وكل قرية ومدينة، وكل قضاء ومحافظة. الليالي الحزينة لفحت كل الاحزاب والطوائف والمذاهب، ولم يتعلم اللبنانيون من تجاربهم المريرة، بل تراهم متأهبين لحروبهم الانتحارية، للنزاعات العبثية القاتلة، وللمشاركة في حروب الآخرين على ارض لبنان، واخيرا على ارض الغير.

نتمنى ألا نلقى مصيرا مشابها لختام اغنية فيروز:

"خوفي الباب يتسكر شي مرّة بين الأحباب

وتطلّ تبكيني الليالي الحزينة".

( النهار اللبنانية )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات