الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين
يحكي ان طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة ..فصار الناس كلما شرب منهم احد من النهر يصاب بالجنون ...وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ...واجه الملك الطاعون وحارب الجنون... ..
حتى اذا ما اتي صباح يوم استيقظ الملك واذا الملكة قد جنت ..وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس .
الوزير : قد جن الحرس يا مولاي
الملك : اذن اطلب الطبيب فورا
الوزير : قد جن الطبيب يا مولاي
الملك : ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المد ينة سوى أنت وأنا دون جنون .
الملك : يا الله أأحكم مدينة من المجانين!!
الوزير : عذرا يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا !
الملك : ما هذا الهراء !!!! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !
الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون ، لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب. .. هم الأغلبية .. هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة ... هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون ..
هنا قال الملك :
يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون!!!! إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين!!!!!!
.
أن المتابع للمشهد الدولي والتقلبات الغريبة التي سادت جلسات وحوارات ما يسمى باجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.. وهذا التقارب لا بل الغزل الفاضح والعشق الذي كان منذ أيام خلت عشق ممنوع لا بل وحرام ... تلاطف بين الغرب وايران لم يسبق له مثيل .. تجاذب لا بل تحول دراماتيكي وخصوصا بالموقف الامريكي ...فالكل كان يراهن و ينتظر من الغرب أن يقسو على النظام الايراني لانه اليد العليا في الازمة السورية هذا ما كانت تتشدق به السنتهم كل يوم .. ..الكل كان يتوقع حتى انه لن يسمح للشيخ روحاني بالوصول الى منصة الخطابة بالامم المتحدة...الكل كان يقول أن أيران اصبحت الان أكثر عزله فهي كالجيفة يجب التحرك للخلاص من مخلفاتها ...
أنا اقول الى عقول المواطنين وخصوصا من تصندح أمام الفضائيات وشاهد الحوارات وتمعن في كل ما كتب من المقالات وتابع تحليل المحللين والخبراء هنا وهناك وفكر قليلا بالتناغم الذي حدث دون سابق انذار بين( الشيطان الاكبر) بنظر الايرانيين أي امريكا وبين( راس الهرم في محور الشر) بنظر حبايبنا الامريكان,,, بين أهل الاخلاق والديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسانية وبين اهل النووي والتخلف والاجرام والتعدي على حقوق الانسان ......تلك القطيعة التي تغذت من خطاباتهم وتنفست من شعاراتهم واصبحت ديباجة يتلفظون بها مهما تغيرت وتبلدت قياداتهم والتي دامت قطيعتهم بسببها على ألاقل( للعلن) لاكثر من 30 عام!!!... يكون مجنون وابن ستين مجنون ان صدق او فكر ان يصدق بعد اليوم
ان للسياسة .. دين او منهج او عقيدة أو فضيلة ..
أو حتى احترام لهذا الكائن الذي يسمى انسان ....