اطفال الزعتري قبل العيد .. فرحة حزينة وملابس قديمة

المدينة نيوز :- اجرى موقع " سي ان ان " بالعربية مجموعة من اللقاءات مع لاجئين سوريين في مخيم الزعتري - شمال المملكة - للإطلاع على أوضاعهم ومظاهر الحياة في المخيم قبل عيد الأضحى .
وتالياً نص التقرير :
بابتسامة على حياء، تجيب ريهام عن ما يفعله الأطفال في العيد بالقول: "ولا شي قاعدين،" بينما قفز شقيقها بشار البالغ من العمر تسع سنوات، بالقول "بنشتري مسدسات وبنلعب فيها ... بس العيد في سوريا أحسن وأواعي جديدة ما عناش."
لا مظاهر للعيد في مخيم الزعتري كما يقول الاطفال هناك، بينما تنتشر محال جدا لبيع ألعاب العيد بأسعار زهيدة لكنها لا تلقى أي إقبال، كما توفر بعض السيدات " ملابس البالة " لمن يرغب بارتداء الجديد القديم حيث يجلبه اللاجئون اسبوعيا من محافظة إربد في زياراتهم الخارجية.
وتشيب أحلام أطفال المخيم كما هو حال الطفل عمر 12 عاما، ليتمنى أن يفتح محلا لبيع الخضار بدلا من البقالة التي يعمل بها صباحا بدلا من والده، حيث خرج من سوريا في شهر فبراير/ شباط من العام الجاري مع عائلته.
يقول عمر عن أجواء العيد السابق: "كانت الدنيا حريقة مافيش حد بعيد ... وبعيد الضحية الجاي بجوز ما حد يعيد ولا بيجبو حلو ولا بعملو شي،" أما عن رغبته بأن يكون العيد المقبل مفرحا أضاف: "لا بديش أعيد لأنه في شهداء بسورية ...الشهداء أحسن من مية عيد."
ويشير عمر إلى أن أطفال المخيم يلهون فقط بالعيد بالملاهي التي تقام خصيصا في المدرسة البحرينية، أو في حال توزيع إحدى الجهات المتبرعة العيديات أو الألعاب والدمى.
أما أبرار ذات الخمسة أعوام، فتتلعثم في حديثها عن أجواء العيد وتقول إن "العيد كويس ...بنعيد الناس وبعيدونا حلويات ومصاري عشرة ليرات سوري ..في حمامات وسخة وفيه شوية أواعي بنشتريها من الأردن."
وخلال التجوال في المخيم، يمكن ملاحظة لهو الأطفال بين الخيم واللعب بالطائرات الورقية المصنوعة من الكرتون، بينما يلهو البعض الاخر بنشر أرغفة خبز أصابها البلل تحت أشعة الشمس بغية بيع الكيلو منها مجففا بثلاثين قرشا .
ورغم تلك الأجواء المرهقة للأطفال، فتحاول المنظمات الدولية العاملة في المخيم، إيجاد برنامج ترفيهية تخفف من حدة تبعات اللجوء النفسية والجسدية، عبر إقامة مزيد من المساحات المخصصة للعب الاطفال .
و قالت المسؤولة في المكتب الاعلامي لليونسيف في عمان ايمان المعنقر، ان هناك نحو ١١٥ الف لاجئ في المخيم نصفهم من الاطفال، بينما تستقبل مكاتب المنظمة آلاف الاطفال يوميا في الأماكن المخصصة للمتابعة النفسية وممارسة نشاطات الرسم واللعب .
وتضيف : "إن هناك نحو 32 مساحة صديقة للأطفال في مخيم الزعتري تستقبل الالاف يوميا، فيما بينت أن هناك 15 ألف طفل في الزعتري في عمر المدرسة ملتحقون بثلاثة مدارس متوزعة على برنامجين صباحي ومسائي."