على رصيف الانتظار: إلى متى؟

تم نشره الأربعاء 09 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:35 صباحاً
على رصيف الانتظار: إلى متى؟
غسان حجار

يرجّح ألا يعقد مؤتمر جنيف -2 في النصف الثاني من تشرين الثاني كما كان متوقعاً، اذ إن مؤتمرات مماثلة لا يكتب لها النجاح من دون توافر توافق ما بين الجهات المعنية مباشرة. وهي، في حال سوريا، إضافة الى اللاعبين الكبيرين أميركا وروسيا، فرنسا والسعودية وتركيا وإيران، واسرائيل بالطبع، تضاف اليها الفصائل الموجودة على الارض السورية، من النظام الذي صار واحداً في مجموعات مسلحة تتوزع النفوذ على أرض الواقع، الى جيوش وألوية وكتائب... ورغم كل الكلام الايجابي بين القوتين العظميين، الا ان لا اتفاق نهائياً بينهما على الحل. أما لدى الحلفاء، فلا دعم ولا ارتياح. فرنسا مستاءة، ومثلها السعودية وتركيا، وايران لم تغيّر في جوهر مواقفها بل اكتفى رئيسها "الاصلاحي" حسن روحاني بمبادرات شكلية "أنّبه" عليها مرشد الثورة الحاكم الفعلي للبلاد. وتناسى الجميع دور اسرائيل في المنطقة، فمضوا من دونها، حتى اضطرت أن تحسر عن أنيابها "الديبلوماسية".

واما في الداخل السوري، فلا قدرة للسلطة على الحسم، ولا قدرة للمعارضات على قلب النظام. الرئيس يتهيأ للترشح لولاية جديدة، بينما "الائتلاف" و"الجيش السوري الحر" يتفقان على خمس نقاط أهمها تنحي الأسد، فيما تدعو "قيادة الثورة" الى دعم "جيش الاسلام"، وهذه التباينات ستظل مدعومة من أطراف في الداخل والخارج.

انها صورة مشابهة لحالنا خلال الحرب التي امتدت 15 سنة قبل أن يهدأ مدفعها، ولا تنتهي مفاعيلها، بل تستمر الى اليوم، بأشكال متعددة. لكن يبدو أن اللبنانيين لم يتعلموا من تاريخهم، القريب أو البعيد، ولم يراجعوا في كتابهم مؤتمرات لوزان وجنيف، وحركة الموفدين الدوليين، التي لم تمنع استمرار الحرب 15 سنة، ولا تمكنت من محو ذيولها.

حيال هذه النظرة المتشائمة نوعاً ما، هل يمكن لبنان أن يبقى في براد الانتظار، فلا يسعى الى حلول لمشكلاته، ومنها ملف اللاجئين أقلّه، إذ ان القضية الانسانية تتحول كارثة وطنية، لا تتعلق بالأفراد اللاجئين (حتى لا نتهم من العنصريين بالعنصرية)، بل بقدرة بلدنا على الاستيعاب، وعلى ضبط الأمن، وعلى توفير المقومات الضرورية والبنى التحتية لاستضافة ما يقرب من ثلث عدد المقيمين على أرضه؟

ان وضع كل الملفات في الثلاجة وربطها بالوضع السوري، يضعنا على رصيف الانتظار الطويل، والذي لا تبدو نهايته واضحة في المدى المنظور، وبالتالي فان أمورنا الحياتية ستصبح أكثر تعقيداً، وقضايانا مؤجلة، واستحقاقاتنا الدستورية والمالية معلقة.

فعلى من تقع المسؤولية؟ كل الأطراف يتبادلون التهم بالعرقلة، وهو صراع كلامي لا يؤدي الى نتيجة. ففي التعطيل كلهم سواسية، كما هم في تقاسم المغانم عند حصول اتفاق اقليمي، كان عنوانه في ما مضى السين – سين، ولا نعلم ماذا تكون عليه التسمية مستقبلاً!

( النهار اللبنانية 9-10-2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات