في يومها الثالث
سبقته تغاريد العصافير بثواني قبل ان يصدح صوت مدويا بعفوية تمتزج معها براءته ... عيونه تتجول في المكان .... سعيدا هو بمدرسته التي رحل اليها جديدا في يومها الثالث .... ضحكاته كما ضحكات اقرانه تملأ المكان .... وحركاتهم رسمت اجمل لوحة ما رسمتها يد فنان وانما رسمتها البراءة الطفولية العذبة .... بعفوية خاطب معلميه شاكرا جهودهم ... كيف لا يشكرهم ويكتب الكلمات لهم وهم من علموه كيف يقف يخاطب الجميع ... شكر المعلمين على جهودهم ... فهم من ضحى بيوم الاجازة وسابق الشمس ... تركوا بيوتهم واولادهم وضحوا بيوم عطلتهم ... اتوا وشاركوا بنقل اثاث المدرسة من اجلهم ....
اثلجتم الصدور ايها المعلمين ... ونقشتم على خارطة الوطن حبا وولاء وانتماء لهذا الوطن الكبير ففي يوم اجازتكم ... وبايديكم التي زينها الطبشور رفعت المقاعد الى الصفوف .... وحبات العرق على وجوهكم تطرز الاخلاص وحب الوطن ... عمل اضافي قمتم به لنيل رضا الله اولا ... وحب الوطن وحب ابنائكم الطلبة وحرصكم عليهم دفعكم للعمل بسخاء ... فقد قررتم الاستثمار وهنيئا لكم فقد استثمرتم بنجاح حينما شققتم طريقكم للاستثمار بالعقل وهو اسمى اشكال الاستثمار وانفعها لوطن هو بحاجة لهذا العقل في ظل الاوضاع التي نعيش .
انتم من يحمل اسمى الرسالات ... قدوتكم الرسول الكريم حينما قال ( انما بعثت معلما ) رغم ضغوطاتكم المادية الصعبة ... رغم كل الظروف ... حاربتم النوم .. حاربتم التعب والاجهاد .... تعملون ورغم التعب فهناك الابتسامات تزين وجوهكم ون ملل ... وقد جنيتم ثمار تعبكم ... كلمات بريئة من الطلاب على الاذاعة المدرسية ... شكروا فيها من علمهم ومن تحمل التعب وشارك بنقل الاثاث الى المدرسة الجديدة ... ولكن لا زالت هناك غصة في قلوب المعلمين ... اين المسؤولين ... فالمدرسة في يومها الثالث ... ولم يتشرفون بزيارة من رأس الهرم التعليمي ليبارك لهم مدرستهم الجديدة ؟؟؟ لم يأتي اي زائر من قبل مديرية التربية والتعليم ليبارك هذا الصرح العلمي الجديد ... لم يأتي اي زائر منهم ليسأل من الذي تعب وضحى ونقل الاثاث الى المدرسة الجديدة ؟.... خلف المكاتب هم لايعرفون متى نقلت المدرسة ؟ وكيف نقلت المدرسة؟ ومن الذي نقلها ؟ وما هي الحاجات الجديدة للمدرسة ؟؟؟؟؟ لا ننتظر منهم اي شكر وعرفان ... فقد حصلنا على ما نريد من الشكر من ابنائنا الطلبة ... وعملنا لقوله تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) وانتم ايها المعلمون في مدرسة مغير الاساسية للبنين بوركت ايديكم فقد جعلتم من المقاعد التي رفعتومها على ايديكم لؤلؤا وياقوتا ... وحبات العرق التي تناثرت منكم على الارض واعتلت جبينكم المقدس ستجعل من تلك الارض طهرا ... فانتم بنظر الطلاب مثلا اعلى .... وستجنون ما زرعتم بحبات عرقكم