توقف العملية التعليمية في المدارس الحكومية بالعقبة والطلاب في الشارع

المدينة نيوز:- طلاب المدارس الحكومية في محافظة العقبة في الشارع والمعلمون على رصيف الاضراب بعد ان توقفت العملية التدريسية في المدارس الحكومية في المحافظة بشكل كامل مع دخول اضراب المعلمين يومه الثامن على التوالي .

واكد مدير التربية و التعليم في محافظة العقبة د. جميل شقيرات على توقف العملية التدريسية في المدارس الحكومية في العقبة و اغلاق بوابات المدارس في 20 مدرسة للذكور و 18 مدرسة للاناث واضاف الشقيرات قمت بجولة على كافة المدارس المغلقة في المحافظة وانتدبت عددا من الاداريين العاملين في المديرية لحماية المدارس و متابعة شؤونها مستهجناً في الوقت ذاته مغادرة عدد كبير من المعلمين لقراهم و مدنهم في المحافظات الاخرى تحت مبرر اضراب ،في اشارة واضحة على تردي الواقع التعليمي في محافظة العقبة و اطفاء انوار المعرفة في مدارسها التي تنتظر معلميها وفقا لـ د. شقيرات .واهاب بكافة المعلمين العودة الى مدارسهم .

بدوره اكد الناطق الاعلامي باسم اضراب المعلمين في العقبة منير الختاتنه انه و منذ 6 سنوات و نحن نطالب ببدل سكن وظيفي للمعلمين في العقبة دون جدوى بعد عدم سماع اية جهة لمطالبنا منوهاً الى عدة وقفات احتجاجية نفذها المعلمون خلال الفترة الماضية دون الحصول على اية نتيجة تذكر.

وقال الختاتنه لـ " الدستور "  ان وزارة التربية والتعليم لم تستجب لمطالبنا وحاولنا ايجاد الحلول لمطالبنا بكافة الطرق و الوسائل خاصة في مطلب (توفير سكن او بدل سكن ) لمعلمي العقبة نظرا لخصوصية المدينة و ارتفاع كلفة المعيشة فيها لكن دون جدوى ، مشيرا الى توقيع اتفاقية في الخامس عشر من حزيران الماضي مع وزارة التربية و التعليم بحضور مجلس النقابة تعهد فيها الامين العام للوزارة باعطاء بدل سكن للمعلمين قيمته 160 دينارا لكن الامر كان حبرا على ورق .

واوضح انه و اظهارا لحسن النية تم اعطاء مهلة شهر لدراسة الوضع اعتبارا من الاول من ايلول الماضي و تم تشكيل لجنة من النقابة للقاء المعنيين في العقبة و الوزارة حيث انتهت المهلة دون جديد الامر الذي دعانا للاضراب و توقيف الدراسة في المدارس الحكومية مع مراعاة ان يبقى صف (التوجيهي ) مستمر في العملية التدريسية و يأخذ حصصه المدرسية كاملة اضافة الى اشعارنا الاهالي و اولياء الامور بالاضراب و موعده .

وشدد الختاتنه انه حاليا و بعد ايام من الاضراب مازالت وزارة التربية تتجاهل كافة مطالب المعلمين في العقبة ، ما يعني ان الاضراب مستمر لما يزيد عن 265 معلما و معلمة في المدارس الحكومية في العقبة ، منوهاً الى ان عدم استجابة الوزارة لمطلبنا يعني تصعيدا منتظرا من خلال التوقف عن تدريس صفوف التوجيهي حتى تحقيق مطلبنا والمتمثل بسكن او بدل سكن للمعلمين .

الى ذلك بدأ الرأي العام في العقبة من مواطنين و اهالي و اولياء امور يشعرون بقلق بالغ تجاه مصير ابنائهم الذين اصبحوا في مهب الريح ، لاسيما في ظل ثنائية جديدة و مخجلة ظهرت بشكل بارز في مدينة العقبة مع تزايد وتيرة الاضراب و بحث الطلاب عن وسيلة لانقاذ موسمهم الدراسي تمثلت في الازدواجية في مواقف المعلمين المضربين منذ ايام عن التدريس في المدارس الحكومية فقط ، واولئك المعلمين الذين ينتظمون في مراكزهم و معاهدهم الخاصة بتدريس مئات الطلبة الميسورين تحت عنوان (درس خصوصي ) معتبرين ان ذلك ضرباً على الحزام للطلبة الفقراء و الاقل حظاً الذين يعانون الامرين بسبب اضراب المدارس الحكومية من جهة و انتظام الدراسة في مراكز المعلمين التعليمية المسائية ، بعد ان فرض واقعا جديدا عنوانه الدراسة فقط في العقبة لمن يملك ثمن الدرس الخصوصي المسائي بحسب اولياء امور و المتحدث عنهم عامر المصري .
واضاف المصري متسائلا اين الانصاف في حقوق الطلبة التعليمية ، حيث يسمح معلمون تنفيذ اضراب شامل في المدارس الحكومية صباحا و فتح قاعات التدريس في مراكزهم الخاصة مساء او فتح بيوتهم لاستقبال الطلبة مع ساعات المساء مقابل اجرة تصل احيانا الى 20 دينارا للساعة الواحدة . بدوره قال عطالله الفيومي ان الحوار هو الاساس في هذه القضية التي اصبحت تؤرق الجميع خاصة و ان الطلبة يعيشون اوقاتا عصيبة بعيدا عن المدارس و الدراسة .واكد ان اضراب المعلمين ألحق ضررا كبيرا في ابنائنا الطلبة .

من جانبه اكد رئيس مجلس الاباء و المعلمين محمود النعانعه ان ما يحدث في مدارس العقبة حاليا امر مؤسف في ظل اضراب شامل للمعلمين وتوقف للعملية التدريسية بكافة اشكالها من الصفوف الابتدائية و حتى المرحلة الثانوية مطالبا الجميع بتحمل مسؤولياتهم تجاه ابنائنا الطلبة في هذا الوقت العصيب و ضرورة العودة الى طاولة النقاش منتقدا في الوقت ذاته ما يحدث في العملية التدريسية لاسيما المتعلق باضراب يطبق بكل حذافيره على المدارس الحكومية في ساعات الصباح و ينتهي بكل اشكاله في المراكز التعليمية الخاصة و المنازل في ساعات المساء ، في اشارة واضحة الى ازدواجية مخجلة تطبق لأول مرة بهذا الشكل وهذا الوصف على الطلبة الذين وجدوا انفسهم مجبرين تماما على اللحاق في قطار المراكز التعليمية المسائية و منازل الكثير من المعلمين و المعلمات تحت مسمى دروس خصوصية فيما وجد الطلبة الفقراء والاقل حظا انفسهم اما في الشارع او بانتظار الفرج. وطالب النعانعه كافة معلمي العقبة الذين غادر 20% منهم (على حد قوله ) الى مدنهم و قراهم في الشمال و الجنوب العودة الى مدارسهم في العقبة و الانتظام في الدراسة للبدء فورا في مناقشة تقييمية لايجاد الحلول الشاملة .

من جانبه قال عبدالله المومني احد مدراء المدارس في العقبة ان الاصل في الاضراب ان يكون بشكل تدريجي و من خلال اختيار توقيت مناسب و مطالب واضحة و محددة و حضور من جميع المعلمين في المحافظة تعبيرا عن الالتزام و المساندة ، مشيرا ان ثقافة الاضراب او الاعتصام مازالت غائبة تماما عن اذهان الجميع ، منوها انه من خلال 3 سنوات في ادارة المدرسة تمكن و زملاؤه من ضبطها و ايجاد مسارات واضحة فيها بالنسبة للمعلم و الطالب لكن للاسف مع الاضراب الحالي فقدت معظم هذه المسارات بغياب الطالب لمدة اسبوع وضياع كثير من الحصص و الغياب عن مراكز التقوية .

الى ذلك قال المعلم محمود الجهني ان وجود الطلاب في الشوارع أو على الشاطئ مسؤولية أهلهم الذين يرسلونهم للمدارس رغم علمهم باستمرار الإضراب ، متسائلا لماذا لم يتحرك هؤلاء المواطنون (المئات) لإنقاذ الواقع التعليمي المتردي و السياسات التعليمية الفاشلة في العقبة ؟ . واضاف ان الاصل في ان تعليمات وزارة التربية لا تسمح بقيام المعلم ان يدرس طالبا مساء في مركزه الخاص ، معتبرا ان تغاضي سلطة العقبة عن ضبط و تنظيم و ترخيص مراكز التعليم الخاص المنتشرة في المحافظة ساهم في انتشار هذه الظاهرة .

من جانبه اكد رئيس فرع نقابة المعلمين في العقبة جهاد الحويطي ان النقابة ستقوم بالتحقق من زيادة اعداد الطلبة في المراكز التعليمية المسائية الموجودة بالعقبة مع استمرار اضراب المعلمين في المدارس الحكومية معتبرا في الوقت ذاته ان المراكز التعليمية المسائية للمعلمين هي بمثابة (دروس تقوية ) للطلبة ولن تكون المراكز التعليمية الخاصة بديلا عن المدارس الحكومية و ان النقابة ستعمل على التأكد من هذه المعلومة بالنسبة لاعداد الطلبة في المدارس المسائية مع استمرار اضراب المعلمين صباحا ، منوها الى ان النقابة تؤكد التزام المعلمين في اضراب المدارس الصباحي .

وفي ظل يوم دراسي اخر ضائع في العقبة مازال الاهالي والمواطنون على اختلاف شرائحهم يتساءلون عن مصير ابنائهم طلاب المدارس الحكومية تحديدا في ظل وقوف المعلمين على الرصيف اضرابا و اغلاقا و تواجد الطلاب في الشارع و الشاطىء بعيدا عن صفوفهم المدرسية وعدم تجاوب وزارة التربية و التعليم مع مطالب المعلمين .