برلمانيون دوليون يدعون لدعم الاردن لمواجهة ازمة اللاجئين السوريين

المدينة نيوز- دعا برلمانيون دوليون إلى دعم المملكة لتمكينها من الاستمرار في تقديم المساعدات للاجئين السوريين ومواجهة التحديات التي خلفها هذا اللجوء على الدول المستضيفة لهم.
جاء ذلك في جلسة المناقشة العامة التي عقدها الاتحاد البرلماني الدولي الاربعاء في جنيف على هامش انعقاد مؤتمر الاتحاد والتي خصصها لمناقشة موضوع اللاجئين السوريين في الأردن والآثار التي عكسها هذا اللجوء والسبل الكفيلة بمساعدة الاردن والدول الحاضنة للاجئين السورين وشارك فيها رؤساء وممثلو البرلمانات ومجالس الشورى المشاركة في المؤتمر .
وجاء عقد جلسة المناقشة العامة بعد الاتصالات التي اجراها رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور الاحد الماضي مع المعنيين في الاتحاد البرلماني الدولي على هامش انعقاد مؤتمر الاتحاد البرلماني التي افضت الى اتخاذ قرار يقضي بحث هذا الموضوع من خلال تخصيص جلسة مناقشة عامه له يتم فيها مناقشة التقرير الذي اعدته بعثة الاتحاد البرلماني الدولي التي حضرت الى الاردن مؤخرا وزارت مخيم اللاجئين السوريين في الزعتري اضافة الى بحث السبل الكفيلة لدعم الاردن والدول المستضيفة للاجئين السوريين.
واشار المتحدثون الى حجم الازمة السورية والتداعيات السلبية الكبيرة التي خلفتها على الشعب السوري ودول جوار سوريا وخاصة الدول التي تحتضن العدد الاكبر من اللاجئين وتحديدا الاردن .
واكد المشاركون في الجلسة ضرورة تقديم الدعم والمساندة للاردن والدول الحاضنة للاجئين ليس انطلاقا من الحرص على الشعب السوري والدول المستقبلة للاجئين فقط بل انطلاقا من الحرص على امن واستقرار المجتمع الدولي ككل .
وقالت عضو بعثة الاتحاد البرلماني الدولي اندي انزار اوجايا التى زارت مخيم الزعتري مؤخرا، " ان الاردن قدم كل الخدمات اللازمة لدعم اللاجئين وتعامل معهم بسخاء وكرم كبير وهذا الامر ليس بجديد على الاردن فهو الذي استقبل واستوعب العديد من موجات النزوح واللجوء خلال الاعوام الماضية ولم يغلق حدوده امام أي لاجئ " .
وقال " ان الاردن وفر جميع الاحتياجات والخدمات التي يحتاجها اللاجئون الا انه يملك امكانيات اقتصادية محدودة ويواجه تحديات مختلفة جراء اللجوء السوري الكبير الى اراضيه، وبالتالي فان الاردن بحاجة للدعم المالي والاقتصادي من الجميع للتخفيف عنه ولتمكينه من استمرار تقديم الخدمات للاجئين ولتمكينه ايضا من الاستمرار في تقديم الرعاية الاجتماعية والخدمات التعليمية والصحية " .
وثمن المتحدثون موقف الاردن في الحفاظ على انسانية اللاجئين وصون كرامتهم مؤكدين ان واجب الجميع في العالم تقديم المساعدات المالية والاقتصادية للاردن لدعمه في الحفاظ على دوره الانساني الكبير في خدمة اللاجئين على مر العقود الماضية مشرين الى ان اطالة حل الازمة السورية وازدياد اعداد اللاجئين التي تدخل الى الاردن من شانه ان يؤدي الى ازدياد التحديات التي تواجه الاردن والعمل بنفس الوقت على ازدياد الضغوط على قواه الحية المختلفة .
وعبر المشاركون في جلسة المناقشة العامة عن قلقهم من استمرار الازمة السورية وازدياد الماسي الانسانية التي تخلفها بحق الشعب السوري وتحديدا على الاطفال والنساء وكبار السن متسائلين بنفس الوقت عن الدور الذي تقوم به المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين في الحفاظ على كرامات النساء وعدم انتهاك حقوق الاطفال .
واقرت الجلسة التوصيات التي اعدتها بعثة الاتحاد البرلماني الدولي التي زارت مخيم الزعتري للاجئين السوريين والمتعلقة بضرورة مساعدة الاردن واللاجئين السوريين فيه حيث جاء في التوصيات " انه نتيجة للعدد الكبير من اللاجئين السورين في الاردن وحاجته الى تقديم الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية لهم فان على البرلمانيين الضغط على حكوماتهم لتخصيص جزء من خارج موازناتها لدعم الاردن واللاجئين السوريين " .
وجاء في التوصيات " ضرورة تقديم دعم مباشر للدول المستضيفة للاجئين السوريين لإقامة البنى التحتية والخدمات التي تعنى بتحسين الخدمات التي تقدم للاجئين السوريين اضافة الى دعم النساء والاطفال الموجودين في المخيمات المخصصة للاجئين والتأكيد على عدم استغلالهم جنسيا " .
وخلال جلسة المناقشة العامة القت العين سمر الحاج حسن كلمة باسم الوفد البرلماني الاردني المشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي قدمت فيها الشكر للاتحاد البرلماني الدولي على اهتمامه بهذه القضية الدولية والانسانية .
وقالت انه وبعد ان تبنى الاتحاد البرلماني في اجتماعه، الذي عقد مؤخرا في كيتو، المقترح الاردني حول وضع اللاجئين السوريين فيه ودور البرلمانات في الضغط على حكوماتها لتحمل مسؤولياتها الدولية والانسانية وتقديم الدعم والمساعدة للاجئين والدول المستضيفة لهم، ها هو الاتحاد البرلماني يلقى الضوء مرة اخرى على هذه الازمة، للوقوف على واقع مأساة اللاجئين السوريين في الاردن وتداعيات هذه المأساة الاقتصادية والاجتماعية وابعادها الامنية والانسانية .
وقالت " ان سبب عقد هذه الجلسة اليوم انما هو بسبب ازدياد قضية اللاجئين السوريين سوءا وتعقيدا ومأساة وخطورة يوما بعد يوم ، خاصة وانه ليس هناك امل في المستقبل القريب يبشر بحل وانهاء هذه الازمة " .
واضافت " انه ورغم صعوبة الاوضاع والتحديات الاقتصادية التي يمر بها الاردن الا ان قيادة الاردن وشعبه اتخذا قرارا بإبقاء حدوده مفتوحة امام اللاجئين السوريين منذ بداية الازمة عام 2011، وبالتعاون مع مفوضية اللاجئين تم تجهيز مخيمات لاستقبال اللاجئين وتوفير الملجأ والامان والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها داخل المخيمات، اما اللاجئون خارج المخيمات فلهم الحق في الاستفادة من كافة الخدمات كأي مواطن اردني " .
وبينت العين الحاج حسن انه اليوم وفي شمال الاردن هناك مخيم الزعتري الذي يسكنه مائة واربعون الفا من اللاجئين السوريين والذي اصبح الان يشكل رابع اكبر مدينة اردنية مشيرة الى انه وبسبب تدفق اللاجئين السوريين اليومي الى الاردن بات عددهم الان يعادل عشر سكان الاردن واذا ما استمرت الازمة السورية فان عددهم في الاردن مرشح لان يصل 20 بالمائة من عدد سكان الاردن الاجمالي وذلك بحلول العام المقبل " .
واضافت " ان الاردن يثمن الدعم الذي قدم له ولكن الحاجة تفوق مقدار الاستجابة وفي جميع المناسبات الدولية يطلق الاردن نداءات مستمرة للمجتمع الدولي لتحمل المسؤولية، وهنا تأتي اهمية البرلمانات ودورها في الضغط على حكوماتها لتحمل المسؤولية الدولية والانسانية تجاه هذه الازمة وتجاه الاردن الذي يتحمل العبء الاكبر ويواجه تحديات كبيرة بسبب اللجوء السوري الكبير اليه " .
الى ذلك، واصل مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي يعقد في جنيف أعمال اجتماعات دورته الـ (129 ) على صعيد الجمعية العمومية للاتحاد والمجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي ولجان الاتحاد والتي شارك فيها اعضاء الوفد البرلماني.
وشارك النائب عبد الهادي المجالي اليوم في اجتماع المجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الذي ناقش الموضوعات والبنود المعروضة على اعمال المؤتمر وانشطة الاتحاد خلال العام الماضي واقرار تقارير اللجان المختصة فيه، اضافة الى قضايا اخرى تتعلق بالعضوية داخل الاتحاد واجراء تعديلات على نظامه الداخلي، والمصادقة على التقارير المالية والادارية المتعلقة به.
كما شارك اعضاء الوفد البرلماني في اعمال اللجان الدائمة ومناقشة الموضوعات المدرجة على جدول اعمالها، والتي تتعلق بدور البرلمانات والبرلمانيين في العمل على تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة اضافة الى قضايا وموضوعات اخرى تتعلق بالمرأة وحماية الاطفال والاوضاع السياسية الراهنة على المستوى الدولي، وقضايا اخرى تتعلق بنزع اسلحة الدمار الشامل واتفاقية ( سيداو) المتعلقة بقضايا المرأة.
وبحثت اللجنة الدائمة الأولى للسلام والامن الدولي موضوع " نحو عالم خال من الاسلحة النووية – مساهمة البرلمانات " شارك فيها من الوفد البرلماني الاردني النائب رائد حجازين .
كما ناقشت لجنة التنمية المستدامة والمالية والتجارة موضوع " نحو تنمية سهلة والتكيف مع المخاطر مع الاخذ بعين الاعتبار الاتجاهات الديمغرافية والقيود الطبيعية "شارك فيها عن الوفد الاردني النائب علي السنيد .
وقدم النائب السنيد مداخلة قال فيها " ان طبيعة الانظمة غير الديمقراطية في الدول النامية لا يتاح فيها التمثيل الحقيقي للشعوب وفرز القيادات التي تمتلك رؤية حقيقية الى مواقع القرار ما يفضي الى عدم الافادة من قدراتها في وضع الخطط التنموية الناجعة " .
واستعرض النائب السنيد مخاطر الفساد الناجمة عن غياب الشفافية وعدم وجود جهات رقابية حقيقية الامر الذي يعرض الموارد الوطنية في الدول النامية الى التبديد ومنع استخدامها الاستخدام الامثل مشيرا الى ارتباط التنمية الحقيقية بالديمقراطية.
ونوه الى ان من اسوأ انواع الكوارث التي يتعرض لها البشر هي الانظمة الدكتاتورية التي تحرم الشعوب من حقها في العيش الكريم والتي تعمل ايضا على اضعاف فرص التنمية فيها .
اما اللجنة الدائمة الثالثة وهي لجنة الديمقراطية وحقوق الانسان فبحثت موضوع " دور البرلمانات في حماية حقوق الاطفال خاصة الاطفال المهاجرين غير المرافقين ومنع استغلالهم في حالات الحرب والنزاع " شارك فيها عن الوفد البرلماني العين محمد البندقجي والنائب ضيف الله السعيديين.
وبحثت لجنة الاتحاد البرلماني الدولي المعنية بشؤون الامم المتحدة موضوع التفاعل مع البرلمانات الوطنية والفرق القطرية للأمم المتحدة وموضوع الاثار المترتبة على معاهدة تجارة الاسلحة المصدق عليها من الامم المتحدة اضافة الى موضوع منع انتشار اسلحة الدمار الشامل وتنفيذ قرار مجلس الامن بهذا الخصوص وتعزيز الالتزامات الدولية والدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة .
وشارك في اعمال هذه اللجنة عن الوفد البرلماني الاردني العين سمر الحاج حسن والنائب ضيف الله السعيديين والنائب ضيف الله اخو ارشيده.
كما عقدت اليوم ايضا على هامش اعمال المؤتمر حلقة نقاشية حول اتفاقية " ازالة جميع اشكال التفرقة ضد المرأة ( اتفاقية سيداو ) " شارك فيها عن الجانب الاردني العين سمر الحاج حسن .
يشار الى ان الوفد البرلماني الذي ترأسه بعد عودة رئيس مجلس النواب المهندس سعد هايل السرور الى عمان أمس الثلاثاء، النائب عبد الهادي المجالي، يضم النواب رائد حجازين، وحمزه اخو ارشيده، وضيف الله السعيديين، وعلي السنيد، والعين محمد البندقجي، والعين سمر الحاج حسن، اضافة الى امين عام مجلس النواب بالإنابة حمد الغرير.
هذا وسينهي مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي اعماله يوم الخميس بإصدار عدد من القرارات والتوصيات بعد ان تكون جميع فعالياته قد اختتمت ظهر الخميس.
(بترا)