الأسد يريد"جنيف - 2" انقلاباً على "جنيف - 1"

تم نشره الخميس 10 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:53 صباحاً
الأسد يريد"جنيف - 2" انقلاباً على "جنيف - 1"
عبد الوهاب بدرخان

إذا توافقت روسيا والولايات المتحدة، فيمكن أن ينجز "حل سريع" في "جنيف – 2"... هذا ما يتمنّاه بشار الاسد، وربما يتوقعه في ضوء المدائح التي يتلقاها النظام على امتثاله لتدمير ترسانته الكيميائية. ستسجّل موسوعة "غينيس" أنه أول رئيس يبدي افتخاراً وسعادة وهو يرمي سلاحه "الاستراتيجي" في القمامة. أما "تقارب" الدولتين الكبريين فلا بدّ أن يكون في رأيه على بقائه في السلطة، وأما "الحل السريع" فممكن فقط باعتماد الصيغة التي طرحها منذ حزيران 2011، ثم كرّرها مميزاً بين المعارضات، قابلاً البعض ومستبعداً بعضاً آخر، ليفضّل عملياً التحاور مع "المعارضة" الممثلة في حكومته الحالية.

ويبدو الروس والايرانيون داعمين لهذه الصيغة، وإن لم يكونوا مقتنعين بمنطقيّتها، أو بإمكان توصلها الى حلّ للأزمة. فمعارضة الداخل المدجّنة هي عبارة عن شخوص روّضتها أجهزة الشبّيحة وليس لها رصيد شعبي يزعج النظام، والأهم أنها لم تكن جزءاً من الحراك الثوري. وما دامت مشاركة في الحكومة الحالية فلا مشكلة معها اذاً، لكن يراد انزالها على طاولة "جنيف – 2" لمناكفة المعارضة الاخرى، الحقيقية، فيصبح "مؤتمر السلام" مبارزة بين المعارضات، وتكتفي الوفود الاخرى ومنها "الحكومي" بالتفرّج عليها.

يطرح الاسد شروطاً على معارضيه المرشحين للتحاور معه، أهمها ثلاثة: أن لا يكونوا من "الارهابيين" و"أن يلقوا السلاح" و"عدم الدعوة الى التدخل الخارجي". ففي عرفه أن النظام وحده المخوّل الاعتماد على التدخل الخارجي، بدليل أنه يراهن على التقارب الاميركي – الروسي لضمان بقائه ونظامه. لكن هذه الشروط تضيّق حيّز المعارضة المقبولة في جنيف الى الحد الذي يتيح لمعارضته المدجّنة وحدها أن تحضر وتحاور. صحيح أن صيغة الاسد للحل تبدو هنا كأنها نوع من الهزل والانفصال عن الواقع، إلا أنه يعني ما يقول. فالمعارضون الذين يشاركون في صنع الحل يجب أن يكونوا موجودين على الأرض، وهؤلاء غير متوافرين، فإما أنهم قتلوا أو هجّروا وصاروا "معارضة في الخارج"، واما أنهم على الجبهات وباتوا يعتبرون "ارهابيين" يريد الاسد تفويضاً دولياً، بالأحرى اميركياً – روسياً، للإجهاز عليهم.

بهذه العقلية يقارب الاسد استحقاق "جنيف – 2"، وثمة وقائع تسند صيغته للحل، فهو سعى – منذ عقود – الى أن تكون أي معارضة مشرذمة، وحصل على ما أراده على رغم الثورة، وعمل على زرع المتطرفين في صفوف المعارضة ما لبثوا أن فرّخوا فصائل لا حصر لها، وتمكن من ابتزاز المجتمع الدولي، فإما أن يبقى نظامه وإلا يصار الى تفكيك سوريا وتقسيمها... وفي ظنّه أن تدمير الكيميائي موجّه أساساً لمقايضته بحل سياسي لمصلحته. فهو يريد "جنيف – 2" انقلاباً كاملاً على "جنيف – 1" وإلا فلن يكون.

( النهار اللبنانية 10-10-2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات