الحاجة إلى حكماء شجعان

تم نشره الجمعة 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:43 صباحاً
الحاجة إلى حكماء شجعان
علي حماده

شهور طويلة مرت منذ تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة الجديدة لتحل مكان حكومة "حزب الله"، ولا يزال الوضع عالقا، فلا تشكيل، ولا بوادر تقارب بين موقفي الجبهتين المتقابلتين في لبنان في ما يتعلق بصيغة الحكومة وسياساتها المرتقبة.

في خطابه الاخير اشار السيد حسن نصرالله الى ان المهم هو تركيبة الحكومة، اما البيان الحكومي فيخضع لنقاش ما بعد التأليف. في موقف لاحق اشار رئيس كتلة "حزب الله" محمد رعد الى تطور الموقف ليجمل العنصرين، اي ان الحكومة يجب ان يوافق عليها الحزب على مستويي التشكيلة والبيان الوزاري بمعنى ان يكون متضمنا ثلاثية "الجيش الشعب والمقاومة" وألا تكون مرجعية الحكومة "اعلان بعبدا".

في مكان آخر ثمة من ينقل معلومات من قصر بعبدا عن "ابتكار" جديد قد يكون اقتنع به رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ويجمع بين "الثلاثية " و"اعلان بعبدا " في نص واحد! وفي هذا المعنى يكون الرئيس ( اذا صحت المعلومات) شطب مضمون خطاب عيد الجيش في الاول من آب الماضي. هل المعلومات صحيحة ؟

و في أخر مواقف الرئيس المكلف تمام سلام انه لن يعتذر ولكنه لن يغامر! وهذا يعني ان سلام ينتظر مثل الاخرين ان تفرج التوازنات الاقليمية عن عملية تشكيل الحكومة ليتبين امره في غمرة التحولات الكبيرة التي شهدها الاقليم منذ الحادي عشر من آب الفائت عندما تم استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق، ثم القرار الاميركي المعلق بتوجيه ضربة الى النظام في سوريا، فإتفاق جنيف الاميركي - الروسي لنزع السلاح الكيميائي السوري. اضف الى ذلك حملة العلاقات العامة الايرانية الواسعة النطاق التي يقودها الرئيس الجديد حسن روحاني في اتجاه الغرب عموما والولايات المتحدة تحديدا. كل هذه العناصر ربما جعلت من تشكيل الحكومة استحقاقا مؤجلا بنظر الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. فهل عليهما ان يكتفيا بقراءة المشهد الاقليمي وحده دون الالتفات الى حال الاهتراء التي يعاني منها لبنان، ولا سيما مؤسساته الرسمية المستتبعة اليوم بشكل شبه كلي لـ"حزب الله"، وفي الوقت الذي يتم فيه نهب البلد بشكل منهجي على يد الشركاء في الحكومة، ويتم التحضير لاكبر عملية نهب في التاريخ اللبناني عبر المسارعة في التوقيع على عقود في مجال التنقيب عن النفط والغاز تفوح منها رائحة الفساد الى حد يزكم الانوف.

ان تشكيل الحكومة الجديدة يحتاج الى رجلين. تمام سلام وميشال سليمان. وهما مسوؤلان عن هذا الاستحقاق الدقيق. واذا كانا يملكان قدرا كبيرا من الحكمة، إلا اننا نرى ان الحكمة وحدها لا تكفي، فرجال الدولة يحتاجون احيانا الى شجاعة اتخاذ القرارات مهما كانت صعبة. لا يجوز ان يستكين سليمان وسلام الى ما يتلقيانه من اشارات خارجية تؤخر في قيامهما بواجبهما التاريخي ألا وهو انقاذ الدولة اللبنانية من براثن "حزب الله". حان الوقت لوقفة شجاعة ولقرار بتشكيل الحكومة ايا تكن الاعتبارات بلا خوف. ان التاريخ يعلمنا انه في كثير من الاحيان يكون من المستحيل الرجوع عن الاستسلام او الخضوع.

( النهار اللبنانية 11-10-2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات