"الشقيقان التوأمان"... والتوأم الثالث!

تم نشره السبت 19 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:48 صباحاً
"الشقيقان التوأمان"... والتوأم الثالث!
الياس الديري

تاريخياً، ومنذ حصول لبنان على الاستقلال، يُعرف البلد الصغير أنه الشقيق التوأم لسوريا. وعلى أساس الرجوع الى الشقيقة الكبرى في الشؤون والشجون التي تهمُّ البلدين.

أُخوَّة، على توأمة قريبة جداً من السياميَّة، تأكَّدت بحضورها وتأثيرها مع مرور الأيام والأحداث والعهود.

وكما يحصل عادة بين الأشقاء، من خلافات وزَعَل ومقاطعة، كذلك كان الحال بين الشقيقين والبلدين اللذين يضمّان "شعباً واحداً"، الى أن اكتشف اللبنانيون على حين غرَّة، أن ثمة توأماً ثالثاً لهذا البلد الذي يشبه قطعة سما، أو وطن النجوم...

أين، وكيف، وماذا، وإلا...

لم يطل الأمر بالأسئلة والسائلين، فتجلّت معالم "التوأم" الجديد، والمتمتّع بأهمية كبرى، بعد رسوخ حكم الجمهورية الاسلامية في ربوع الامبراطورية الإيرانيَّة السابقة، والتي احتلَّت في عهد الشاه محمد رضا بهلوي مرتبة الدولة الرابعة على وجه البسيطة. وبكل المواصفات التي جعلتها تستحقُّ هذه المكانة.

إذاً، لدينا ثلاثة توائم لا توأمان ملتصقان الى حدود "السياميّة". والى درجة أنَّ الخبراء والمطلعين والمخضرمين في الشرق والغرب باتوا يعتبرون أنَّ التوأم الثالث هو المرجعيَّة الأولى في القضايا الأساسيَّة والدولية، وفي لبنان يمثّله "حزب الله".

من هنا، من هذه "التوأمة"، تمكَّن التحالف الإيراني السوري من إذابة دور لبنان، واستقلال موقفه، وإدخاله ملكوت المشروع السياسي الواسع النطاق والذي يمرُّ بالعراق بطبيعة الحال.

هل هي الصورة الشمسيّة الواضحة لواقع الحال لبنانيّاً، سياسيّاً، حكوميّاً، أمنيّاً، اقتصاديّاً، سياحيّاً... وحتى مناخيّاً!

على هذا الأساس، وبقناعة تامة من ذوي الألباب والعقلاء والمجرّبين في الربوع اللبنانيّة التي كانت خضراء، أن التطلّع صوب "الربيع العربي" المنحوس الذكر... وباعتبار مصر "الربيعيّة" الخارجة من صمت نصف قرن هي أم الدنيا، وأم العرب، وقدوتهم من قديم الدهور، ومن زمن جمال عبدالناصر ساحر الجماهير من باب الشرق الأوسط الى محرابه.

بالطبع، لا أوهام عادية أو مركَّبَة في هذا الصدد الآن، ومن المنظار اللبناني المحصور بين مثلثين متساويين تصل بينهما زاوية غير متساوية، وغير فاعلة، تدعى لبنان لا استطاع أن يكون يوماً واحداً وطناً حقيقيّاً. ولا يستطيع في هذه الحقبة الحرجة الجهنميَّة أن يؤلِّف حكومة تحرّك هذا الجبل من الركود والتعطيل والشلل الذي لم يعرف أحفاد الفينيقيين شبيهاً له.

إلا أن مصر ليست لبنان طبعاً، ولا هي أيّة دولة عربيّة أخرى. لذا تجد أنظار أوروبا وآسيا والشرق الأوسط متجهة بكل اهتمامها صوب أرض الكنانة، متعجبة من الموقف المريب جداً للرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته... وتلك الإدارة "الخفية".

ليس من باب تفسير الماء بالماء بعد الجهد والتعب، إنما للفت أولئك الراقصين على فتافيت الزجاج وفتافيت الوطن.

( النهار اللبنانية 2013-10-19 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات