شاب يسهم في تجميل البيئة بطلاء الحاويات وتزيينها
المدينة نيوز - يمكن لإبداعات الشباب وأفكارهم النيرة أن تجمّل أي مشهد، حتى لو كان حاوية نفايات اعتاد الجميع مشاهدتها، تعلوها القذارة والأوساخ فيتجنبون المرور بجانبها، وإذا اضطروا للمرور بجانبها أو بالقرب منها كان المرور سريعا.
إلا أن الشاب عمار القطامين (24 عاما) المقيم في بلدة عين البيضاء بالطفيلة، والذي يحمل شهادة دبلوم في التربية الخاصة، استطاع أن يحوّل مشهد إحدى النفايات المنفر إلى مشهد جميل مريح، من خلال مبادرة نفذها دون مساعدة من أحد. وقد ساعده في تحقيق هذا الانجاز امتلاكه لموهبة الرسم الذي درسه وأتقنه ، وفقا للغد .
يرى القطامين أنه من خلال الفراغ الكبير الذي فُرض عليه، لكونه عاطلا عن العمل، استطاع أن يستثمر هذا الفراغ ويسهم في تغيير الأشياء، ويضفي عليها لمسة من الجمال، إذ خطر له أن يطلي الحاويات بألوان جذابة، وأن يرسم عليها رسوما تريح عيون الناظرين.
واعتبر أن تجربته في طلاء حاويتين في منطقته، بعين البيضاء، سوف تستقطب أنظار الناس، خصوصا المهتمين بتحويل المشهد المنفر الذي يطغى على الحاويات، من قذارة ونفايات وأوساخ وروائح كريهة، وما تتسبب فيه من تلويث للبيئة المحيطة، لتصبح في النهاية منظرا قبيحا منفرا يمكن بعد إجراء عملية التجميل عليها أن تصبح هذه الحاويات بمنظرها الجديد صورة حضارية جميلة.
ويضيف القطامين أنه بذل جهدا كبيرا في طلاء أولى حاويتي نفايات قريبة من منزله، وقد لقي جهده استحسانا وتشجيعا، ودهشة واستغرابا أحيانا من كل الذين رأوه ينجز هذا العمل المميز الفريد من نوعه.
وبين القطامين أنه يختار لتجميل الحاويات رسوما من مسلسلات الكرتون المحببة لدى الأطفال، فيبدأ بوضع طبقة من الطلاء بلون أو أكثر كأرضية، قبل أن ينفذ عليها رسومه المختلفة بألوان جذابة، يزينها بعد ذلك بعبارات مختلفة تحث على النظافة، واستخدام الحاوية بصورة مثالية، تجنبا للتلوث وحماية لجمالية المكان.
ويرى أن هذه الفكرة يمكن أن تغير المشهد المنفّر المعتاد إلى مشهد حضاري، لاسيما وأن الحاويات التي تنتشر في الأحياء على جوانب الطرق الرئيسة والفرعية يراها الجميع، ويشاهدها السياح الأجانب.
ويدعو القطامين البلديات والمؤسسات المهتمة بالشأن البيئي إلى مساندته في فكرته، من أجل تعميمها، والعمل على تعميم فكرة طلاء الحاويات، لافتا إلى أن "هيئة شباب كلنا الأردن" أبدت استعدادها لتنفيذ الفكرة في كافة مناطق بلديات الطفيلة.
بدوره قال منسق هيئة شباب كلنا الأردن في الطفيلة، محمد العمريين، إن الهيئة ستدرس الفكرة وإمكانية تنفيذها وتعميمها، مشيرا إلى أنها فكرة رائعة، ومبادرة شبابية إبداعية تنم عن قدرات العقل الشبابي الأردني الذي يصنع الأمل ويحقق المعجزات.
ولفت العمريين إلى أنه تم التواصل مع الشاب صاحب الفكرة، للعمل ومن خلال فريق عمل من الشباب المتطوعين، لتقديم الدعم المتمثل في توفير المواد الأولية، كالدهان والألوان والمستلزمات، وما يتطلبه ذلك من تواصل مع جهات داعمة، والمؤسسات المختلفة التي يمكن أن تقدم هذا الدعم اللازم لمبادرة رائدة يمكن أن تتحول إلى تقليد جميل متّبع من قبل الجميع.