سلاح الغازات السامة

تم نشره السبت 26 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:40 صباحاً
سلاح الغازات السامة
فهد الفانك

سمعت الأستاذ محمد حسنين هيكل يقول في مقابلة له مع الفضائية المصرية سي بي سي أن جميع دول العالم دون استثناء تصنع الغازات السامة وتحتفظ بها ، وأن سوريا ليست الاستثناء ، وأن معاهدة حظر الغازات السامة لسنة 1925 لم تحل دون ذلك.

السلاح الكيماوي ليس جديدأً ، فقد استعملته أثينا ضد اسبارطه عن طريق تسميم آبار المياه ، وردت اسبارطه على ذلك بحرق الكبريت لإطلاق غازات سامة في أثينا ، كما أن المحاربين القدماء كانوا يلوثون رؤوس سهامهم بمواد سامة ، وبعد ذلك ظهر الرصاص السام أيضاً.

لا يختلف السلاح الكيماوي عن الأسلحة التقليدية الأخرى ، فالنتيجة واحدة وهي قتل أكبر عدد من الأعداء ، وإذا كان ألف إنسان قد مات في سوريا بالغازات السامة فإن مائة ألف ماتوا بالأسلحة التقليدية. فالفرق بين السلاحين نفسي ، ذلك أن الرأي العام لا يحب أن يرى بشراً يختنقون ويعانون بضعة أيام قبل أن يرحلوا. وعلى العموم فإن الغاز ظل السلاح المختار بالنسبة للطرف الضعيف في الحرب ، حتى أطلق عليه اسم قنبلة الفقراء الذرية.

جرت في أوروبا محاولات متعددة لحظر استخدام الغازات السامة في الحروب ابتداءً من 1874 ثم 1899 ، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل ، ولم تمنع الاستعمال الفعلي عند اللزوم. وأخيراً تم توقيع اتفاقية الحظر في سنة 1925 التي ما زالت سارية المفعول حتى الآن ، وهنا نلاحظ أن الولايات المتحدة لم توقع على هذه المعاهدة حتى عام 1975.

استعمل الآلمان الغازات السامة في الحرب العالمية الاولى ، فقتلوا آلاف الجنود الفرنسيين ، وكانت الغازات السامة تشكل حائظأً دخانياً يزحف باتجاه تجمعات الأعداء ليقتل مئات الآلاف ويثير الرعب.

لم يستخدم الألمان الغازات السامة خلال الحرب العالمية الثانية حتى عندما كانوا في أحرج الأوقات مع أنهم كانوا يملكونها ، في حين أن رئيس الوزراء البريطاني تشرتشل طلب استخدام الغازات ضد الجنود الألمان ولكن ضباطه اعترضوا لأن ذلك سيدفع الألمان لاستخدامه ضدهم. (تشرتشل أكثر وحشية من هتلر).

يذكر أن اتفاقية 1925 تحظر استخدام الغازات السامة في الحروب ، ولكنها لا تمنع صنعها وتخزينها ، وهذا ما فعلته أميركا نفسها بعد توقيعها على الاتفاقية ، ولم تبدأ بالتخلص من مخزونها السام إلا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.

العراق استخدم السلاح الكيماوي ضد الجنود الإيرانيين بمعرفة وسكوت أميركا التي كانت تعتبر العراق أهون الشرين ، ولا تسمح بانتصار إيران. وتقول المصادر أن عدد الذين ماتوا بالغاز العراقي حوالي 20 ألفاً من الإيرانيين وخمسة آلاف كردي. استخدام الغاز أثار رعب المقاتلين الإيرانيين ودفعهم إلى الفرار فتم تحرير الفاو وحسم الحرب لصالح العراق.

سوريا مضطرة لصنع الأسلحة الكيماوية لمواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي وتحقيق قدر من التوازن.

( الراي 26/10/2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات