الملكية الدستورية ... طريق الحكم الرشيد ... الآمن و المستقر

تم نشره الثلاثاء 29 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:16 صباحاً
الملكية الدستورية ... طريق الحكم الرشيد ... الآمن و المستقر
غاندي ابو شرار

لا يمكن باي حال من الاحوال اغفال نمو حركة وعي الافراد داخل المجتمعات نتيجة حركة التطور الاجتماعية الطبيعية للشعوب و الحضارات و نتيجة الانفتاح الثقافي العالمي و انتشار الانترنت ( كحالة استثنائية ساهم في نشر المعرفة و الوعي و تبادل الاراء بطريقة سريعة و مذهلة ) و تاثير حركة هذا الوعي و هذا التطور على تزايد رغبة و امال و طموح الافراد و الشعوب في المشاركة في صناعة المستقبل و في ادارة شئون الدولة .

و مقابل ذلك فان متن العقد الاجتماعي يجب ان يخضع للتغير بما يتناسب و حركة النمو الطبيعية لفكر الافراد و تطلعات المجتمعات دون ان يخل بمتنه و غايته و انما القصد من ذلك اتاحة المشاركة للافراد ممثلين بالتيارات السياسية التي ينتمون اليها و للاحزاب بالمشاركة في ادارة شئون الدولة و اتخاذ القرارات و تمثيلهم في السلطات الثلاث خصوصا التشريعية منها .

و يخطىء من يظن ان حركة هذا الوعي او ما يسعى اليه من مطالب يسعى لخلق التوترات السياسية و حبذا من يعتقد ذلك ان لا يكمل مشواره معنا في تاسيس حزب الخضر الاردني لانه ببساطة شديدة انما يقف امام حركة التغيير الطبيعية للفكر الاجتماعي و لتطور فكر الافراد و السلوك البشري لكون ذلك يصطدم و الفطرة البشرية التي تميل الى الارتقاء في سلم المطالب و الحقوق مع تطور النمو الطبيعي للمجتمعات .

و لكونه يتسبب من جهة اخرى الى تازيم الواقع السياسي الذي يشهده الاردن من انعدام مطلق للثقة و التعاون بين الحكومات الاردنية المتعاقبة و المتوالية و بين الشارع الاردني .

الملكية الدستورية هي دعوة لحفظ النظام الملكي و السياسي معا في الاردن من خلال تحديد صلاحيات و مسئوليات السلطات الثلاث ( التشريعية - التنفيذية - القضائية ) بما يسمح مشاركة التيارات و القوى السياسية في صنع القرار و تمثيل المجتمع تمثيلا حقيقيا و فعالا .......

و ليست كما هي بالمفهوم السائد لدى البعض بانها دعوة لتقييد صلاحيات و مسئوليات و حقوق الملك بالمطلق بقدر ما هي اعادة توزيع لتلك الصلاحيات لتكون بيد الاشخاص المناسبين ( ممثلي الشعب ) لان الملك بطبيعة الحال يوزع جزء من سلطاته و لكن فقط على الطاقم الحكومي المكلف و على مستشاريه .

إنها دعوة لتنظيم تلك الصلاحيات و المسئوليات الموزعة لتكون موزعة على ممثلي الشعب الاردني حتى يتم تسيير اعمال الحكومات بشكل افضل و بما يمنع حدوث اي احتكار للسلطة ( توريث المناصب ) او فساد ( اداري و مالي في مؤسسات الدولة ) و تهميش لراي الشعب ( مجلس النواب ) .

و لعل الربيع العربي سنح الفرصة لبعض التيارات و الاحزاب السياسية و من ضمنها حزب الخضر الاردني - تحت التاسيس للمطالبة بضرورة تطبيق نظام الحكم الرشيد من خلال تبني الدولة لنهج الملكية الدستورية كخارطة طريق لنظام حكم ملكي - وراثي - نيابي - ديمقراطي , لما تستدعيه الاسباب و الظروف الراهنة التي نمر بها جميعنا في الاردن و هي :

1- اننا نؤمن بان الملكية الدستورية هي طرق الحكم الرشيد و صمام الامان لاستقرار النظام السياسي الاردني .

2- ان تطبيق الملكية الدستورية كنهج لسياسة الدولة انما هو مواكبة لنمو فكر المجتمع الاردني و تطوره الطبيعي و لا يمكن باي حال من الاحوال اغفال ذلك .

3- ان المجتمع الاردني يجمع على النظام الملكي الهاشمي و لكنه لا يتفق بجميع اطيافه و مكوناته السياسية على كيفية ادارة شئون الدولة .

4- ان تراجع قوة الحراك الشعبي و تشتته لا يعني عدم وجود فساد اداري و مالي و لا يعني عدم وجود عدالة اجتماعية و لا يعني عدم وجود تهميش لارادة المجتمع و قواه السياسية , و انما عائد لقوة الدولة في تشتيت الحراك و لتقيدها بتنفيذ بعض برامج الاصلاح , و بالتالي فان فتيل الغضب الشعبي باق و لا يجوز اهماله , بل بالعمل على معالجة جذور الغضب منعا لعودته مجددا حيث سيكون ذلك ضد مصلحة المجتمع الاردني و النظام السياسي الاردني و كيان الدولة الاردنية .

5- ان الاخذ بالاسباب الانفة الذكر اعلاه يمهد لترسيخ قواعد الدولة الاردنية و النظام السياسي و يكبسها مناعة ضد اي عبث او تغيير لكونه يلبي طموح المجتمع و قواه السياسية .

6- على الدولة الاردنية ان تعالج اخطاء الماضي ( من خلال الصلاحيات غير المحدودة التي منحت لبعض صناع من رؤساء حكومات و رؤساء اجهزة امنية , و التي اساءت لهيبة الدولة و صدعت قواعدها و ساهم في استفحال الفساد الاداري و المالي) بتحكيم مبادىء الحكم الرشيد من مسائلة و محاسبة و نزاهة و شفافية في ادارة الحكم .

حيث دفع ثمن هذه الاخطاء الفادحة طرفان فقط هما : المواطن الاردني حيث انتهكت بعض حقوقه و تقلصت الخدمات الممنوحة له و اصبح مطالبا بسد عجز الدولة ( الضرائب )

و الوطن حيث اصبح مفسا و مدينا رغم ما يملكه من ثروات و امكانيات . و ان كل ذلك - و لولا تعالي الاصوات المطالبة بالاصلاح - لكان الاردن سينزلق الى هاوية عميقة ( كارثة مالية بسبب العجز تراكمي ) كانت ستجعله فريسة سهلة و مطلوبة امام القوى السياسية العالمية لتمرير مشاريعها في المنطقة من خلال الاردن الذي لن يقوى امام افلاسه على رفض اي تعاون مع تلك القوى .

7- ان ترسيخ قواعد الدولة الاردنية من خلال الملكية الدستورية انما يساعد على ترسيخ النظام الملكي مستقبلا ... فمن الواجب ان نسعى كقوى سياسية على التفكير بمستقبل الاردن قبل ان نفكر بحاضره .

8- ان تبنًي منهج الملكية السياسية سيسمح بتنمية العمل الحزبي و السياسي المنظم و سيمكن المجتمع من اختيار ممثليه و نوابه و المشاركة في بناء ملامح المستقبل بما يحقق تطلعاته .

9- المتتبع لتاريخ الدستور الاردني و التعديلات التي طرأت عليه يجد ان دستور عام 1952 كان اكثر ديمقراطية من الدستور المعدل لعام 2011 فهل يعقل ان نعود للخلف في مستوى الحريات و الحقوق !

اننا في حزب الخضر الاردني - تحت التاسيس , نؤمن الى جانب ضرورة حفاظنا على هويتنا الاردنية العربية الاصيلة و ثوابت دولتنا الاردنية الراسخة فاننا نؤمن بضرورة المحافظة على نظامنا الملكي الهاشمي و صيانته من اي عبث او شبهة فساد او تطاول لنحافظ و اياه على وحدة النسيج الاجتماعي للمجتمع الاردني كصمام امان و استقرار كحارطة طريق لحكم رشيد قوي و متين يحفظ الوطن و المجتمع.

و من هذا المنطلق فاننا نؤمن بضرورة تطبيق الملكية الدستورية التي تحدد واجبات و مسئوليات السلطات الثلاث و تمهد لتمثيل الشعب تحت قبة البرلمان و تعبر عن إرادته و أماله و طموحاته تمثيلا حقيقيا , لنكون يدا بيد مع نظامنا الملكي الهاشمي و حكوماتنا الرشيدة و القوى السياسية على إختلاف فكرها صفاً واحداً قوياً و متحداً ضد اي عبث باستقرار وطننا و امن مجتمعنا الاردني الذي لطالما افتخرنا بانتمائنا اليه و خدمتنا له .

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات