عبرا والبارد .. من ورائكم ؟

تم نشره الثلاثاء 29 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 02:18 صباحاً
عبرا والبارد .. من ورائكم ؟
نبيل بومنصف

يثير التبرير المتمادي لعجز الدولة عن حسم مأساة طرابلس التقزز لفرط ما يمعن اصحابه في التظلل وراء "المعطيات الاقليمية" التي تمنع هذا الحسم. ولعلنا لا نبالغ مع غالبية ابناء طرابلس ان ذهبنا الى الظن بان الترهيب وحده يحول دون اقدام القوى العسكرية والامنية من المضي في خطة رادعة وحاسمة لانهاء جولات الموت المقسط بجرعات منهجية متعاقبة تنهش عافية هذه المدينة. الترهيب لا يقف فقط على الافراد بل ينسحب على المؤسسات السياسية والامنية. لكن في طرابلس ثمة ما يتكشف عن بعد آخر شديد الخطورة هو الدفع نحو اعلان الجمهورية اللبنانية دولة فاشلة بالكامل.

من حق الطرابلسيين ومعهم اللبنانيين الذين لم تسحقهم بعد قناعة يائسة بتهاوي الدولة ان يقارنوا بين تجارب تمكنت الدولة من خلالها من شرب حليب السباع وحسم حالات متمردة هددت مناطق لا تختلف اوضاعها وارتباطات جماعاتها عن عاصمة الشمال الجريح. آخرها حضر بالامس مع صدور الادعاء على اكثر من سبعين موقوفا ومطلوبا في ظاهرة الاسير وتمرده في عبرا تصل الاحكام المطلوبة فيهم الى الاعدام.

بصرف النظر عما رافق وواكب واعقب وما سوف يعقب هذا الملف حسم الجيش تلك الظاهرة ونجت عبرا وصيدا من الاستباحة والفتنة.

ولا نعتقد ان معركة نهر البارد قد طواها النسيان وهي المخلدة في نصب شهداء الجيش في بلدة حلبا. آنذاك ايضا تمرد الجيش ومعه الدولة اللبنانية على " معطيات اقليمية" ولولا ذلك لكانت امارة اعلنت وتمددت على مناطق واسعة من الشمال واهم ما ميز ذلك الحسم المكلف للجيش ان معظم شهدائه كانوا من المذهب السني وان اقوى الدعم للجيش كان من القوى السنية.

انه معيار اضطراري للتصنيف المذهبي في هذا السياق لان كثيرا من التعمية يتصاعد الآن في فلسفة منطق خبيث يراد له ان يردي مصير طرابلس بذريعة زمر الاحياء السنية التي تواجه قلعة جبل محسن ومن ورائها النظام السوري. حتى مع التسليم بان ثمة اطرافا خليجيين يدعمون جماعات مسلحة في مواجهة ترسانة مدعومة من النظام السوري فان ذلك يحتم آخر الدواء اي الكي والحسم الشرعي الملح.

ما معنى المهادنة غير المبررة وغير المفهومة في المدينة حين كانت التفجيرات المفخخة تقوم "بالواجب القومي" واذ بالهدنة تنهار على وقع انغام في غاية الرقة حملها كلام لرئيس النظام السوري؟

معناه "بالعربي" الفصيح ان دولتنا مرهبة وخائفة ولا تملك زمام الشجاعة في انقاذ طرابلس ولا في مواجهة المرهبين ولا داعي للمناداة على دولة فاشلة لم تعد قادرة على مجرد تقليد نفسها لانها غدت كآخرين لم تحملهم ركابهم منذ عزفت الحان الترهيب في طرابلس على وقع ذلك الحديث العذب!

( النهار اللبنانية 2013-10-29 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات