الملك : تأخر الحل السياسي في سوريا سيكون له نتائج كارثية
المدينة نيوز - التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في البرلمان البريطاني الأربعاء مجموعة من أعضاء مجلس العموم، حيث جرى استعراض التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، خصوصا مستجدات الأزمة السورية، وجهود تحقيق السلام في المنطقة، إضافة إلى سبل تطوير العلاقات الأردنية البريطانية.
وأكد جلالته، خلال اللقاء، موقف الأردن تجاه الأزمة السورية والداعم لمساعي التوصل إلى حل سياسي شامل لها يوقف تدهور الأوضاع وإراقة الدماء، ويحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
وحذّر جلالته من أن تأخر التوصل إلى حل سياسي للأزمة، سيفاقم من معاناة الشعب السوري ويؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين السوريين، الذين يستضيف الأردن العدد الأكبر منهم، ويتحمل جهوداً وأعباء كبيرة في سبيل تقديم الخدمات لهم بما يفوق قدراته وإمكاناته، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تقديم الدعم والمساندة للمملكة في هذا المجال.
وأكد جلالته، خلال اللقاء الذي تناول جهود تحقيق السلام في المنطقة، سعي الأردن للعمل مع جميع الاطراف الإقليمية والدولية المعنية لدفع جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، استناد إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، لتعالج جميع قضايا الوضع النهائي، بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
ولفت جلالته، في هذا الصدد، إلى أهمية دور بريطانيا والاتحاد الأوروبي في العمل على تكثيف ودعم جهود الوصول إلى سلام شامل ودائم يضمن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وعلى صعيد العلاقات الأردنية البريطانية، أشاد جلالته بعمق ومتانة علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين، داعياً إلى استثمار الفرص المتاحة لتعزيزها والبناء عليها في مختلف المجالات.
وثمـّن جلالته، في هذا السياق، التعاون القائم بين البرلمانين الأردني والبريطاني، لافتاً إلى ضرورة توسيع آفاق هذا التعاون عبر تبادل الخبرات بين أعضائها، بما يحقق الفائدة المشتركة للبلدين.
وفي الشأن المحلي، أكد جلالة الملك أن الأردن ملتزم بخارطة طريق نحو تحقيق الإصلاح الشامل، وقد قطع خطوات مهمة في تطوير الحياة السياسية وتعزيز المشاركة في صنع القرار، إضافة إلى بذل جهود متوازية على صعيد تحقيق الإصلاح الاقتصادي بما يعزز مكتسبات التنمية المحلية، ويقوي بنية الاقتصاد الوطني.
بدورهم، ثمـّن الحضور من أعضاء مجلس العموم، مساعي جلالة الملك الدؤوبة لترسيخ أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط ومعالجة التحديات التي تواجهها بكل حكمة واقتدار، مشيدين في الوقت ذاته بقيادة جلالته لمسيرة الاصلاح والخطوات المتقدمة التي حققتها المملكة في هذا المجال، في وقت ينعم فيه الأردن بأمن واستقرار في منطقة مضطربة.
وأكدوا الحرص على تطوير آفاق التعاون والشراكة مع الأردن، ودعمه في تحقيق برامجه الإصلاحية وتمكينه من مواجهة الأعباء الاقتصادية المترتبة على استضافة اللاجئين السوريين على أراضيه وتقديم الخدمات لهم.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في لندن مازن الحمود.
والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى العاصمة البريطانية لندن، بعدد من القيادات والشخصيات السياسية والفكرية والأكاديمية البريطانية، وذلك في إطار الجهد الذي يقوم به جلالته لتسليط الضوء على قضايا الشرق الأوسط في عواصم صنع القرار العالمي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وسبل إيجاد حل عادل ودائم لها، وتداعيات الأزمة السورية وسبل التعامل معها، بما ينهي معاناة الشعب السوري ويقود إلى حل شامل للأزمة.
وشدد جلالة الملك خلال اللقاء على أن حل الدولتين، الذي يحظى بالتوافق الدولي، هو السبيل الوحيد لإنهاء عقود من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.
كما استعرض جلالته الجهود التي يبذلها الأردن لاستضافة اللاجئين السوريين، وما يفرضه ذلك من ضغط كبير على موارده المحدودة.
وفي رده على اسئلة بعض القيادات حول كيفية استفادة الأردن من مرحلة الربيع العربي، بين جلالته أن الربيع العربي شكـل فرصة للأردن للمضي في خارطة طريق إصلاحية متدرجة ومدروسة ونابعة من الداخل، لتحقيق إنجازات ملموسة جعلت منه أنموذجا على مستوى المنطقة، في وقت ينعم فيه بأمن واستقرار وسط منطقة مضطربة.
وتطرق جلالته إلى الجهود التي يقوم بها الأردن لتنفيذ البرامج والخطط الإصلاحية والتنموية على ضوء التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة، بما يحقق مستقبلا أفضل لجميع الأردنيين.
من جانبهم، أشار عدد من القيادات البريطانية إلى رؤية وحنكة جلالة الملك وقيادته لمسيرة الإصلاح في الأردن، والتي تعد نموذجا في المنطقة، لافتين إلى تجربة الأردن وقدرته على التعامل مع مختلف قضايا الشرق الأوسط، وجهوده لتحقيق السلام.
وقدر الحضور عاليا حكمة وصراحة جلالة الملك في تشخيص مشكلات المنطقة وسبل التعامل معها.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في لندن مازن الحمود.