قرض اليورو دولار

تم نشره الخميس 31st تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 12:24 صباحاً
قرض اليورو دولار
د. فهد الفانك

تم بكفالة الخزينة الأميركية إصدار قرض الأردن السيادي الجديد بالدولار بمبلغ 25ر1 مليار دولار ، لمدة سبع سنوات ، بسعر فائدة 5ر2% سنوياً ، يسدد دفعة واحدة في نهاية المدة وتمت تغطية الاكتتاب بنسبة 180%.

هذه العملية لها وجه إيجابي مرغوب فيه ، ووجه سلبي لا بد منه. في الجانب الإيجابي سيرتفع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية ، ويخف ضغط الخزينة على الاقتراض المحلي الذي ينافس فعاليات القطاع الخاص في الحصول على التمويل ، كما أنه يحقق قدراً أكبر من التوازن بين المديونية الخارجية والمديونية الداخلية (إذا كان هذا التوازن أمراً مرغوباً فيه).

أما في الجانب السلبي فإن المديونية بالعملة الأجنبية سوف ترتفع بالأرقام المطلقة لتصل إلى حوالي تسعة مليارات من الدولارات ، كما سترتفع نسبتها إلى 35% من مجمل المديونية ، أو 27% من الناتج المحلي الإجمالي ، علمأً بأن المديونية بالعملات الأجنبية أكثر خطورة من المديونية بالعملة المحلية.

تم توقيت سداد القرض بحيث يكون دفعة واحدة عند الاستحقاق ، مما يرتب مسؤولية كبيرة على الخزينة ، لأن من الصعوبة بمكان أن يتوفر لدى الخزينة الأردنية في أي وقت هذا المبلغ الكبير بشكل سيولة فائضة يمكن استخدامها للتسديد.

والواقع أن هذا الترتيب يدل على نية الحكومة تدوير هذا القرض عند استحقاقه بقرض آخر بنفس المبلغ أو أكبر منه لاستخدام حصيلته في تسديد القرض الأول ، أي أننا سندخل في دوامة تصاعد القروض بشكل لولبي. وهنا ينشأ السؤال: هل سيكون بإمكان الحكومة أن تقترض مبلغأً ممائلاً عند استحقاق هذا القرض أم أنها سوف تستدعي صندوق النقد الدولي للمرة الثالثة!.

يرتب هذا القرض على الموازنة العامة نفقات جارية إضافية بمبلغ يزيد عن 31 مليون دولار سنوياً ، مما يرفع الجزء من النفقات الجارية في الموازنة الذي لا يتمتع بأي قدر من المرونة ، ولا يخضع للسيطرة ، ولا يتجاوب مع السياسة المالية.

في هذا المجال لا بد من الاعتراف بأن اقتراض مبالغ كبيرة لا يستحق سدادها إلا بعد فترة طويلة يقع في باب تأجيل وترحيل المشاكل ، وهو سياسة مقررة وعابرة للحكومات ، أي أنه سيكون على حكومة أردنية مستقبلية أن تجد حلاً لمشكلة كانت موجودة قبل سبع سنوات.

يبقى أن البنوك الدائنة لها كل الحق في الاعتماد على الكفيل وهو الخـزينة الأميركية ، ولكن المدين أي الأردن لا يجوز أن يعتمد على الكفيل ، بل يجب أن يفي بالتزاماته في مواعيدها. أما إذا اضطر الكفيل للسداد فستكون هناك شروط قاسية تمس الاستقلال والسيادة.

الكفالة الأميركية مشروطة بقيام الأردن بإصلاحات سياسـية واقتصادية ، أي أننا لا نقوم بإصلاح عيوبنا إلا إذا حصلنا على ثمن ممن يدفعوننا دفعأً لهذا الإصلاح!.

( الرأي 2013-10-31 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات