لو بقي مسيحيا خير له

تم نشره الأحد 03rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 06:45 مساءً
لو بقي مسيحيا خير له
هادي جلو مرعي

قد يكون هذا العنوان صادما لكثير من المسلمين الذين يعلنون فرحهم وبهجتهم بمن يشهر إسلامه وهو على دين غير الإسلام ، ولعلي أردت إستفزاز مشاعر هذه الكثرة ليقرأوا هذا المقال ولأقنعهم بفكرة فيه أراها مناسبة لما عليه حال المسلمين مع التطرف ومعتنقي الفكر المتشدد الذي وصل بالمسلمين حد القتل والتنكيل ببعضهم وتكفيرهم لبعض ،ووصفهم لبعضهم بتوصيفات جارحة يعرفها القاصي والداني ،بل ووصلت إستخداماتها الى أقصى الأرض ،وحتى في إطار إستقطاب المسلمين لمعتنقي ديانات أخرى ليعرفوا الإسلام ويعتنقوه فإن فكرة الإنتماء الى الدين لوحدها غير كافية ولابد من معرفة أي المذهبين إعتنق المسلم الجديد ( من السنة والشيعة) ؟

السيد (فان دورن) واحد من أكثر مسيحيي أوربا شهرة فهو صانع الأفلام المسيئة لنبي الإسلام الحبيب ، وهو مطلوب لكل مسلم متشددا كان أو معتدلا ، وربما كان يسير على خطى الكاتبة البنغالية (نسرين) والباكستاني (سلمان رشدي) اللذين أساءا لنبي الرحمة بتوصيفات غير لائقة في روايات صدرت منذ عقود قليلة ،لكنه فاجأ العالم بإعلانه الدخول في ( الدين الجديد ) كما كان مشركو قريش يصفونه ويحاسبون خدمهم ومواليهم ويعذبونهم عليه ويقتلونهم في أحيان أخرى ،هذا الرجل الهولندي زار مكة في موسم الحج الأخير وأدى المناسك كاملة ! . وكنت غالبا ماأقول لمن يحاورني في مثل هذه القضايا الخلافية ،إن ترك المسئ الأجنبي وعدم الإنجرار معه الى مساحات من الحوارات العقيمة والشتائم قد يعود بالنفع على القضية الأساسية المتمثلة بحكمة الإسلام في إستقطاب غير المسلمين ، فعل ذلك نبي الرحمة لمرات مع يهود ناقمين ومشركين منحهم فرصة العودة الى رشدهم ، كما فعل مع يهودي كان يسئ له ، وزاره في مرضه فتعجب منه المسلمون لكنهم عرفوا الحكمة في ذلك حين سارع اليهودي الى إعتناق الإسلام ،ومثل هذه الحوادث مرت بزعماء كبار في تاريخ الإسلام مع مخالفين كأبي بكر وعمر وعلي بن أبي طالب وأئمة اهل البيت والصحابة ،وقد روي إن رجلا مخالفا دخل المدينة المنورة فإلتقى الحسين بن علي وحاوره ،وحين غادر قال ،دخلت الى المدينة ومامن أحد أبغض إلي من هذا وأبيه ،وخرجت وهما أحب أهل الأرض الى نفسي .

أتمنى على السيد فان دورن أن يركز في البحث عن الينابيع الصافية والآفاق المشرقة في الإسلام ،وأن لايلتفت الى أفكار التعصب الناتجة عن العناد والمخالفة والإحتراب والتكفير والإقصاء المتبعة عند المسلمين هذه الأيام ،والتي أدت الى مقتل عشرات الآلاف منهم باطلا دون أن يقترفوا ذنبا سوى إن بعض الجهال والمتحجرين ممن عرفوا الإسلام بطريقة شوهاء قرروا نسف الإسلام وجعله سبة في أوساط مختلفة في البلاد الإسلامية وفي غيرها، ولانريده أن يركز في قضايا التكفير والتهجير ،وأن ينشغل في التنوير والإصلاح في مجتمعه وهو خير له ليكون إعتناقه للإسلام نقيا من كل شائبة ، وإلا فبقاؤه مسيحيا خير له فكل الديانات خير لولا إن الإسلام خاتمها وخيرها .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات