المصلحة العليا في بيت الخبرة الاردني
لقد اطلعت عما كتب وعما قيل عن تشكيلة مجلس الاعيان الجديد ( بيت الخبرة الاردني ) ، وشاهدت ما وجه له من مدح او مأخذ على هذه التشكيلة فالبعض نظر الى هذه التشكيلة من ناحية سياسية وبدأ بتشخيص هذا المجلس وتفصيله على اسس شخوص اعظاء هذا المجلس وتوجهات بعض اعظائه السياسية ، والبعض الاخر نظر اليه من الناحية الجغرافية ، والاخر نظر اليه من الناحية العشائرية ،والبعض صار به الامر الى النظر اليه من الناحية الاقتصادية ، والبعض نظر اليه من جانب الخبرة .ولكن بغض النظر عن هذ النظرات المختلفة وهذه التحليلات فهي تعتمد على ماذا يقصد هذا الشخص بتحليلاته وما يتفق وهواه فاذا نظر الى الامر من ناحية سياسية فربما تتوافق وتصوارته باننا نتجه في سياستنا القادمة اتجاه سياسي ضمن اتجاه يساري او يميني او اسلامي والى غيره من الاتجاهات التي يراها بمنظوره ،واما الذي ينظر الى تشكيلة المجلس بمنظور جغرافي فهو ايظا ارى انه يبحث عن مصالح شخصية ضيقة ، وخاصة اذا ما نظرنا الى الوطن كجزء واحد لايتجزاء وان جميع اتجاهات الوطن الجغرافية تؤدي في النهاية الى مركز الدائرة وهي المصلحة الوطنية العليا ولكن للاسف ان البعض قد تتعارض هذه المصلحة العليا مع مصلحته الشخصية فيبداء يلعب على وتر شتى المنابت والاصوال ويعزف عليه الحان قد تكون لسامعها حزينه اوالحان تداعب المشاعر ولكنها في النهاية الحان مزعجة وشاذة ولاتتوافق والهدف من هذه التشكيلة ، واما من ينظر الى هذه التشكيلة من ناحية عشائرية فانه يشعرنا بان من تم اختيارهم من اعظاء وكأنهم ليسوا باردنيون وجأوا من الفضاء اوانهم لايتبعون الى عشائر ويشعرنا بأن بعض العشائر لديها انتماء وولاء اكثر من العشيرة الاخرى ولماذا يتم تجاهل هذه العشيرة لحساب تلك العشيرة مع احترامي لجميع عشائرنا الاردنية التي قدمت الغالي والنفيس من اجل هذا الوطن ولا تزال فانها اكبر من ان تتنظر ردا لهذا الجميل والذي اعتقد انه في بعض الاحيان ليس خطاء بان تكرم هذه العشيرة بان يكون لها نصيب بهذا التشكيل ولكن لننظر الى الاسمى من ذلك والقاعدة الوطنية التي تقول ان الذي يعطي للوطن لاينتظر ثمن العطاء فعشائرنا عندما قدمت في بدايات تأسيس المملكة الاردنية كانت تنظر الى الاسمى والى ما يؤدي الى المصلحة العليا نعم اعلم ان عشائرنا زاخرة بالخبرات ورجال السياسة والاقتصاد ورجال دولة بكل المعاني ولكن عدم وجود ممثل لهذه العشيرة في هذا المجلس لايعني انتقاص من تلك العشيرة او تهمبش لدور هذه العشيرة. ولكن الامر بنظر صاحب القرار عادة يكون مختلف عما يذهب اليه البعض من تحليلات وتكهنات وخاصة ان قيادتنا الهاشمية عودتنا دائما على ان تسير الامور بحكمة وروية وبعد نظر لكثير من الامور التي في النهاية تصب بالمصلحة العليا للوطن
انني هنا ومن وجهة نظري فانني لاابحث عن اعذار لهذه التشكيلة والتي ارى انها ممثلة في هذا المجلس ممن يمثلون النواحي السابقة السياسية والاقتصادية والجغرافية والعشائرية . ولكنني نظرت الى هذا المجلس من زواية اخرى لم يبحثها احد وربما يمكن ان تضاف الى التحليلات السابقة وهو ما اعتقد انه يجب الخوض به والنظر اليه عند الاستشارة على صانع القرار بتشكيلة مجلس الاعيان وهو ان ننظر الى ادوار هذا المجلس وما يمثله من بيت خبرة الى الشعب الاردني خاصة اننا اصبحنا بالاونة الاخيرة بحاجة الى هذا البيت الذي ارى انه البيت الذي تطبخ داخله جميع الامور التشريعية والتنفيذية في بعض الاحيان ومنها السياسية الداخلية والخارجية فكل اطياف الشعب الاردني واقصد هنا النخبة ممن حقا يبحثون عن مصلحة هذا الوطن ينظرون الى كيف تراجع دور اداء المجالس النيابية في اصدار القوانين الناظمة للحياة العامة وكيف اصبح مجلس النواب يبحث عن مصالح اعظائه ومكتسبات شخصية وما عانى الشعب الاردني من بعض المجالس السابقة وكيف دخل المال السياسي في هذا المجالس واخراج نواب بزنس ومصالح –مع احترامي لعدد من النواب البعيدين عن نواب المصالح والذين تواجدوا في هذه المجالس السابقة والحالي منهم والذين يمثلون نبض الشارع الاردني ولديهم قدرة في جميع الامور ولكنهم للاسف قلة قليلة لاترقى الى مستوى التأثير الواضح في ضبط الامور وتسيرها في مجلس النواب والتأثير في القرارات والقوانين – وبعيدا عن خيار الاتهامية والتشكيك في نزاهة هذه الانتخابات النيابية التي اوصلت هؤلاء النواب الى المجلس سؤاءا كان هناك دور للمال السياسي اونواب الفضائيات اوغيرهم من نواب البزنس او اين كان اتجاههم فهم خيار الشعب لذا كان الاؤلى للخروج من هذا المأزق وحتى نبقي عجلة السلطة التشريعية متوازنه كان لابد من وجود مجلس اعيان قوي يمتلك من الكفأت ما يغطي الضعف الحاصل في المجالس النيابية وضبط للدور التشريعي لمجلس النواب. وهذا ما اره واتوخاه من مجلس الاعيان الجديد (بيت الخبرة الاردني ) والذي ارى انه كما اسلفت سابقا انه يستطيع ان يقوم بجميع الاداور التشريعية والاداور التنفيذية وانه حقا بيت خبرة هكذا يجب ان ننظر الى هذا المجلس لا نبحث له الاان يقوم بتغطية الضعف في اي من الجانب التشريعي والتنفيذي في بعض الاحيان من باب تقديم المشورة والنصح في جميع سياسات الدولة الداخلية والخارجية وهكذا يمكن ان نحقق جزاء من الهدف الاسمى وهو مصلحة الوطن العليا .