مخرجات التعليم ومدخلات العمل

تم نشره الجمعة 08 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 12:55 صباحاً
مخرجات التعليم ومدخلات العمل
د. فهد الفانك

من وقت لآخر تتجدد الدعوة للمواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل. وهي دعوة مخلصة، نطقية على الورق وغير قابلة للتطبيق عملياً.

في البداية نلاحظ أن اقتصار التعليم على التخصصات المطلوبة في سوق العمل يعني تعطيل التعليم حتى إشعار آخر، ففي السوق المحلية عاطلون عن العمل من جميع التخصصات ابتداءً بالطب والهندسة وانتهاءً بهندسة الكمبيوتر.

النقص الوحيد والكبير في سوق العمل هو العمالة اليدوية، سواء كانت في قطاع الزراعة أو الإنشاءات أو البلديات. وهذا النوع من العمالة لا يحتاج كثيراً للتعليم، بل إن انتشار التعليم هو الذي أفرغ السوق من العمالة اليدوية، وجعلنا نعتمد على العمالة الوافدة، وكأننا دولة غنية تريد من يخدمها دون أن تعمل شيئاً.

هناك أيضاً الفرق الزمني بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، فأنت لا تستطيع أن تقرر احتياجات السوق كما ستكون بعد خمس سنوات، وهي الفترة اللازمة لتخريج الطالب الجامعي الذي يتم توجيهه إلى احتياجات سوق العمل كما كانت قبل خمس سنوات أي عند انتسابه لكلية معينة.

ربط التعليم بالسوق يتجاهل حقيقة أن ثلث القوى العاملة الاردنية موجود في دول الخليج العربي، فهل علينا أن ندرس احتياجات تلك الأسواق من مختلف التخصصات ثم ندفع طلابنا لدراسة تلك التخصصات تمهيدأًُ لتصديرهم للخارج تلبية لاحتياجات أسواق أخرى.

السوق تنظم نفسها بنفسها بكفاءة أعلى من التدخل الإداري في مستقبل الطلبة، وعندما يرى الطالب أن هناك بطالة كبيرة بين أصحاب التخصصات فإنه سينأى بنفسه عنها تلقائياً. وعلى العكس فإن احتياجات السوق والطلب على تخصصات معينة وارتفاع دخول أصحابها يغري الطلبة بالتوجه إلى تلك التخصصات.

أخيراً وليس آخراً فإن المطلوب إنسانياً أن يتوجه الطالب إلى المجال الذي يرغب ويتوقع نجاحه فيه، سواء كان علمياً أو أدبياً، فمن غير المقبول، في مجتمع حر، إلزام طالب ما بدراسة اختصاص لا يرغب فيه لمجرد الاعتقاد بأن فرصة العمل في ذلك القطاع ستكون متوفرة.

الإداة التي يعترف بها السوق لدفع الطلبة بهذا الاتجاه أو ذاك هو نظام الحوافز، فلماذا ندفع للطبيب والمهندس علاوات سخية إذا كنا نعتقد أننا لسنا بحاجة للمزيد من الأطباء والمهندسين؟ ولماذا لا تكون البعثات إلى الخارج مقتصرة على العلوم اللازمة للتدريس في المدارس؟ ولماذا لا ُترفع أقساط الطب والهندسة والصيدلة في الجامعات وتخفض الرسوم على دراسة الفيزياء والكيمياء والرياضيات واللغات؟.

( الرأي 2013-11-08 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات