"اليرموك" تتجاوز ازمتها المالية وتسير بثبات نحو الشمولية والعالمية
المدينة نيوز- تواصل جامعة اليرموك، ثاني اقدم الجامعات الاردنية واعرقها، مسيرتها بثبات وصولا الى الشمولية والعالمية، بعد نجاحها بتجاوز العديد من المعيقات والمشاكل التي رافقت انطلاقتها عام 1976 لاسيما بعد سلخ العديد من الكليات العلمية والطبية والهندسية، وإلحاقها بجامعة العلوم والتكنولوجيا التي تاسست في العام 1986.
لكن "اليرموك" ورغم الصعوبات المالية التي واجهتها بسبب انخفاض وارداتها وتدني الدعم الرسمي لها، والذي رافقه تزايد اعداد الطلبة فيها واحتياجاتها الملحة في التوسع الافقي والعمودي، حافظت على نوعية مخرجات برامجها التعليمية ذات السمعة العالمية، والتركيز على شراكة فاعلة مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص، وعقد اتفاقيات وبرامج مشتركة مع العديد من الجامعات في الاقليم والعالم، الى جانب التشدد في ضبط النفقات، حيث استعادت عافيتها وبدأت تحث الخطى لاستعادة ماضيها المتميز والبناء عليه.
وفي هذا السياق، اكد رئيس الجامعة الدكتور عبدالله الموسى في تصريحات صحفية لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، ان "اليرموك" باتت في طريقها لتحقيق اهدافها المستقبلية بإنشاء العديد من الكليات، واستحداث البرامج المتميزة، وإعادة تأهيل البنية التحتية التي وصفها بالمهترئة، لتتمكن من استيعاب التطور المتسارع الذي تشهده سواء على صعيد تزايد اعداد الطلبة الذين زادوا على 40 الف طالب، او ايجاد البيئة التعليمية المناسبة للكليات والبرامج المستحدثة لتتماشى مع متطلبات النقلة النوعية في الخطط الدراسية التي تحرص عليها الجامعة.
الطب والصيدلة تعزز شمولية اليرموك واوضح الموسى ان استحداث كليتي الطب والعلوم الصيدلانية يواكب سعي الجامعة لتحقيق الشمولية والتقدم نحو الافضل بطرح التخصصات العلمية الرائدة والقادرة على تلبية احتياجات سوق العمل محليا وعربيا وعالميا، مشيرا الى ان كلية الصيدلة استقبلت فوجها الاول العام الحالي باحتضانها 129 طالبا في مساري الصيدلة الصناعية والصيدلة الادارية، بهدف تأهيل الخريجين في مجال صناعة الادوية، واجراء البحوث المتعلقة بها بشكل يتكامل مع التخصصات الصيدلانية التي تطرحها الجامعات الاردنية الاخرى ومواكبة تطور القطاع الصناعي العالمي.
وبين ان الخطة الدراسية لبرنامج الصيدلة تتضمن دراسة 165 ساعة معتمدة على مدار خمس سنوات، تؤهل الخريجين لمزاولة المهنة في الاردن والانتساب لنقابة الصيادلة، في حين يدرس الطالب في الصيدلة الادارية مواد ومساقات في مجال التسويق والاقتصاد الصيدلاني وادارته، تؤهله للعمل في مجال تسويق الدواء والترويج له، في الوقت الذي يتمكن فيه الطالب في تخصص الصيدلة الصناعية من التعمق وبشكل تطبيقي ومعرفي في مراحل تصنيع وانتاج الادوية.
وقال "ان انشاء كلية الطب في الجامعة يأتي تجسيدا لفلسفتها في خدمة المجتمع المحلي في ظل ارتفاع الرغبة لدى الطلبة المتميزين في دراسة هذا التخصص قياسا بارتفاع معدلات طلبة الثانوية العامة"، لافتا الى ان انشاء مستشفى تعليمي تابع للجامعة ضمن خطتها للمرحلة القادمة سينعكس على واقع الخدمات الطبية والصحية في محافظة اربد، وسد العجز في عدد اسرة المستشفيات الموجودة حاليا، وتوفير الوقت والجهد على ابنائها في البحث عن هذه الخدمات في مستشفيات بعيدة وخارج حدود المحافظة.
واضاف "ان انشاء كلية الطب شكل مطلبا استراتيجيا في اطار خطة الجامعة الرامية للوصول الى العالمية والشمولية، علاوة على تعليق آمال كبيرة عليها مع كلية الصيدلية والكليات المنوي استحداثها في مساعدة الجامعة للتغلب على ازمتها المالية من جهة، وقدرتها على التوسع في برامجها وتطوير خططها، بما يعكس الحرص على نوعية التعليم وسمعتها المرموقة عربيا واقليميا ودوليا، والذي جعلها مقصدا للدارسين من كل انحاء العالم حيث يشكل هؤلاء ما نسبته 11 بالمئة من مجموع الطلبة منهم 150 طالبا من دول اميركية واوروبية".
ولفت الموسى الى ان الجامعة ابرمت مؤخرا اتفاقية تعاون طبي اكاديمي مع الخدمات الطبية الملكية تقوم بموجبها الاخيرة بتوفير الاختصاصيين من الاطباء والكوادر الطبية الاخرى التي تحتاجها كلية الطب لأغراض التعليم والبحث العلمي وتدريب الطلبة في مستشفيات الخدمات الطبية الملكية، اضافة الى اعتماد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في المحافظة كمستشفيات تدريبية وتعليمية لطبة الكلية"، مبينا ان الكلية استقبلت هذا العام 251 طالبا وطالبة نصفهم على التنافس و38 منهم على الحالات الجسيمة، والباقي على برنامج الموازي.
ريادة مستمرة وتميز نوعي محليا وعربيا واشار الموسى الى ان شواهد التميز النوعي والعالمي في الجامعة متعددة وتتمثل في العديد من الاوجه من ابرزها استحداث بكالوريوس في هندسة العمارة بكلية الحجاوي، الذي اشارت تقارير نقابة المهندسين وديوان الخدمة المدنية وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي الصادرة في تموز عام 2011،حاجة السوق المحلي والعربي الى هذا التخصص، لافتا الى ان الطلبة سيتلقون برامج متعلقة بدراسة المباني المستدامة وتصميمها وتوليد الطاقة وقياس اداء المباني والمهارات المتعلقة بالمحافظة على المواقع التاريخية وترميم المباني القديمة.
واكد ان الريادة في برامج وخطط الجامعة الدراسية هي عنوان العمل الابرز، فإلى جانب التخصصات التي تنفرد بها الجامعة محليا كتخصصات كلية الإعلام في التحرير والعلاقات العامة والاذاعة والتلفزيون وتخصصات كلية الفنون الجميلة كالموسيقى والدراما والفنون التشكيلية، وهندسة النظم والمعلوماتية الطبية واقتصاد المال والاعمال، فإنها تفردت على مستوى الوطن العربي بطرح برنامج بكالوريوس هندسة تكنولوجيا البناء.
كما تسير الجامعة نحو تحقيق معايير الشمولية لإنشاء كلية للمهن الطبية المساندة كالتمريض والعلاج الطبيعي والفسيولوجي والمختبرات والسمع والنطق والتغذية، والتخطيط لإنشاء كلية لطب الاسنان.
وقال ان "اليرموك" من اكثر الجامعات الاردنية إنفاقا على البحث العلمي، مبينا انها استطاعت الحصول على مساعدات مالية خارجية بقيمة 10 ملايين دينار لإنفاقها على البحث العلمي، اضافة لتخصيصها ثلاثة ملايين دينار لغايات الابتعاث في الدراسات العليا في جامعات عالمية مرموقة في اطار خططها واهدافها الرامية الى الاستمرار في محاكاة العالمية، والتميز على اكثر من صعيد، حيث ترتبط بحوالي 168 اتفاقية تعاون مع جامعات ومؤسسات دولية في مختلف المجالات.
واشار الى ان الجامعة تمنح الدرجات العلمية بالتعاون مع اربع جهات دولية، اضافة الى البرامج التي تشرف عليها خارج الاردن، مثل الاشراف على برامج كلية عمان للإدارة وتكنولوجيا المعلومات في سلطنة عمان، وبعض البرامج الاكاديمية البحرينية، وبرامج مشتركة مع احدى الجامعات السعودية في طريقها للإنجاز، وبرامج اخرى مع كلية الجراحين الملكية في ايرلندا.
انخفاض المديونية الى النصف واكد الموسى ان الجامعة تسير بخطى متسارعة وواثقة بعد تجاوز ازمتها المالية التي تجاوزت الخطوط الحمراء وتخفيض مديونيتها التي وصلت نهاية العام الماضي الى 16 مليون دينار، الى تسعة ملايين دينار مع مطلع شهر تشرين الثاني الحالي. وبين ان موازنة الجامعة العامة لعام 2013 تبلغ 59 مليون دينار بزيادة قدرها مليون دينار عن العام السابق وبعجز يقدر بسبعة ملايين دينار، لافتا الى ان الدعم الحكومي تناقص الى 25ر4 ملايين مقارنة مع ستة ملايين دينار عام 2011و 7ر5 ملايين دينار عام 2012.
واشار الى ان الجامعة تقدمت بمشاريع على حساب المنحة الخليجية بقيمة 10 ملايين دينار لبناء كليتي الطب والحقوق، وانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، اضافة الى مشروع توسعة كلية الحجاوي بكلفة مليوني دينار من المنحة السعودية، فيما خصصت مبالغ من موازنتها العامة اضافة الى مليون دينار من المنحة اليابانية لتحديث البنية التحتية في بعض الكليات لا سيما التي رافقت تأسيس الجامعة.
العنف في الجامعة انخفض لأدنى مستوى وحول العنف الجامعي اكد الموسى ان "اليرموك" تعد من اقل الجامعات التي شهدت عنفا طلابيا قياسا مع عدد الطلبة الذي يبلغ 41 الف طالب وطالبة، مشيرا الى ان السياسة التي انتهجتها الجامعة في التعامل مع اي اعمال عنف داخل حرمها والمتورطين فيها اتسمت بالحزم وتطبيق القانون والتعليمات وعدم الرضوخ لأي ضغوط من اي جهة، الى جانب إثراء وتكثيف البرامج والنشاطات اللامنهجية والموازية لإشغال وقت فراغ الطلبة بنشاطات تنعكس ايجابا عليهم وعلى بيئتهم الجامعية ومجتمعاتهم المحلية، لافتا الى ان الجامعة وفي اطار خطتها الوقائية في هذا الجانب بادرت الى طرح مساق "ادبيات الحياة الجامعية".
ودعا الموسى الى ضرورة اعادة النظر بسياسات القبول الجامعي واعادة الضابطة العدلية للأمن الجامعي ضمن الجهود الوطنية للسيطرة على تنامي العنف داخل الجامعات بشكل عام، مشيدا بتفهم المجتمعات المحلية لإجراءات الجامعة الحازمة في التعاطي مع احداث العنف، والكف عن ممارسة الضغوط للتغاضي عن معاقبة المتسببين بالعنف ضمن قوانين وتعليمات الجامعة.
واكد انه ليس في قاموس ادارة جامعة اليرموك اي مجال للواسطة والمحسوبية على حساب الحقيقة واصحاب الحق بكل شفافية ومسؤولية حفاظا على هيبة وسمعة الجامعة.
يشار الى ان جامعة اليرموك تطرح 63 برنامج بكالوريوس و72 برنامج ماجستير و19 برنامج دكتوراة تغطي مختلف التخصصات، وموزعة على 15 كلية، في حين يبلع عدد اعضاء هيئة التدريس 916 استاذا منهم 30 من جنسيات عربية مختلفة.
(بترا)