البخيت : وصفي التل كان مشغولا ومسكونا بهمِّ القضية الفلسطينية

تم نشره الأحد 10 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 10:15 صباحاً
البخيت : وصفي التل كان مشغولا ومسكونا بهمِّ القضية الفلسطينية
وصفي التل

المدينة نيوز:- أكد رئيس الوزراء الأسبق النائب الثاني لرئيس مجلس الاعيان الدكتور معروف البخيت أهمية تسليط الضوء على الجانب العسكري في شخصية الشهيد وصفي التل صاحب المشروع الوطني معتبره أكثر مسؤول سياسي رفيع أردني بحث ودرس وحلل وكتب وحاضر ونشر حول القضايا الوطنية حيث تمحورت كل كتاباته حول القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن من يستعرض أبحاث وكتابات ومحاضرات وندوات وصفي التل خلال مسيرته العسكرية والمدنية وخاصة في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي يجد أن هذا الجهد الكبير تركز بصورة كلية على القضية الفلسطينية وكيفية الاستعداد للوقوف بوجه المشروع الصهيوني ويصل إلى استنتاج بل إلى قناعة أن وصفي التل كان مشغولا ومسكونا بهم وهاجس القضية الفلسطينية إلى درجة الهوس.

وأضاف الدكتور البخيت خلال ندوة عن الشهيد وصفي التل ضمن فعاليات مهرجان السلط للثقافة والفنون السبت في قاعة مركز السلط الثقافي وحضرتها " الدستور " : أن الشهيد وصفي التل شخصية سياسية أردنية عروبية حافظت على حضورها الدائم والحثيث في المشهد اليومي الأردني رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيل صاحبها والحديث عن الشهيد وصفي التل هو حديث عن النموذج لرجل الحكم وللمواطن والمعلم والمقاتل والمفكر والإعلامي والدبلوماسي وبذلك فهو حديث متصل وممتد ولكن مع كل تشعباته هو حديث عن رمز وطني بامتياز أحبه الأردنيون واخلصوا في حبه وأطلقوا اسمه على مواليدهم الجدد مثلما بقيت سيرته حاضرة في كل مناسبة بحيث لا أبالغ بالقول انه ما اجتمع الأردنيون في مضافة أو أمسية إلا وكان وصفي حاضرا على ألسنتهم وموضوعا مفضلا لأحاديثهم بيد أنه ومع كل هذا الحب ما زلنا بحاجة أكثر فأكثر للفهم وهنالك جوانب اجزم أننا لم نعطها حقها من الدراسة والقراءة وما زلنا نخضع لمنطق الانطباعات حولها.


وبين الدكتور البخيت أن وصفي أدرك مبكرا بأن المشروع الصهيوني ليس مشروعا استعماريا تقليديا بل هو مشروع إحلالي يهدف إلى تغيير الأوضاع القائمة جغرافيا وبشريا جذريا وأبديا والهيمنة على المنطقة بالاستغلال السياسي والاقتصادي ولذا آمن بأن الصدام مع هذا المشروع قادم لا محالة وان الاعتقاد بأنه يمكن تحاشي صدام مصيري مع الصهيونية هو وهم، وليس هذا فحسب بل دعا علنا وبجرأة إلى إزالة الخرافات والأوهام من تخطيطنا وتحديدا خرافة الحلول السلمية بشتى أشكالها وصورها وخرافة احتواء إسرائيل وخرافة الاعتماد على الضغوط الدولية والرأي العام العالمي وأوهام انسحاب إسرائيل من بعض الأراضي التي احتلتها دون ثمن غال تكسبه أو دون إكراه شديد لا يكون بمحض إرادتها وبالتالي فان الحل الصحيح هو أن نبدأ فورا بجعل المعركة عنوان وجود وقناعة وحياة تستحوذ على وجودنا كله.


وأشار الدكتور البخيت إلى أنه ترسخت القناعة لدى التل بأن عنصر الزمن ليس في صالح العرب وهو الزمن المتعلق بالمعركة التي يواجهها العرب مع المشروع الصهيوني، وكان يرى أن العدو يتحرك بإستراتيجيته العظمى على مبدأ القفزات يحتل ثم يناور حتى يكسب أطول وقت ممكن لتثبيت احتلاله وهضم الاحتلال ثم ينطلق للقفزة التالية، أما العرب فإنهم حين يلقون السلاح بعد أي قفزة ناجحة للعدو ويبتعدون عن الطريق الصحيح يتحولون إلى دوامة الشكوك والمرارة والضياع والتنافر والاسترخاء، يضاف إلى ذلك حين يتوقف العرب عن الصدام يتحول الزمن ضدهم بتشعب الاجتهادات والمسارات الجانبية وتبدأ عملية استنزاف ذاتي فنعطي العدو الوقت اللازم للاستعداد لقفزته التالية.

واعتبر الدكتور البخيت انه بالرغم من أن وصفي اعتنق فكر القومية العربية وكان همه الدائم القضية القومية المركزية قضية فلسطين إلا انه حدث تحول لدى وصفي بعد هزيمة 1948 ،فبدا يلاحظ انقسام القادة العرب ونشوء حالة الاستقطاب بين أنظمة ثورية وأنظمة محافظة وتجذر وتغول فكر القطرية في العالم العربي في ذلك الوقت وبدا التل بالتحول الفكري التدريجي وأصبح أكثر تشددا في ضرورة المحافظة على الأردن واستقراره إيمانا منه بأن زعزعة الكيان الأردني هو مصلحة لإسرائيل، من جهة أخرى ولكون وصفي ليس من النوع الذي يقبل التبعية أو السير مع التيار فقد انبرى يتصدى لكل الزعامات التي تنتقد الأردن قناعة منه بان الأردن يجب أن يكون حرا وسيد نفسه في اتخاذ القرارات وحسب قناعاته ومؤكدا أن الأردن لم ولن يكون ظلا لأحد والواقع انه توصل إلى قناعة بعد تجربته الغنية بان الوطن العربي الكبير المنشود كالبنيان لا بد أن يقوم على أعمدة أو روافع وان الواجب يقضي بان نعمل على المحافظة على هذه الروافع وتقويتها في هذا المرحلة، وهكذا فان الإيمان بالأردن والعمل من اجل بنائه ومنعته أصبح أولوية إضافة لكونه أساس الإيمان بالوطن العربي الكبير.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات