سياسات ملالي الفرس لا تنطلي إلا على الأغبياء
من يشاهد ما يجري في العواصم الاوروبية وواشنطن من جهة ، وايران من جهة أخرى ، فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني ، يصاب بالذهول لذوي العقول الصغيرة ، الذين تنطلي عليهم سياسات ملالي الفرس ، أمام لعبة السياسة الغربية ، فلعبة السياسة هذه لا تنم عن ذكاء ايراني بات مكشوفاً منذ مجيئ الملالي إلى السلطة ، برحيل الخميني من الضاحية الجنوبية لباريس ، ووصول طائرة الخميني المدنية لسماء طهران المدججة أرضها بالسلاح ، وشعار تصدير ثورة لم تتمكن من الوقوف على قدميها ، والتخلص من الشباب الايراني في ارسالهم لمحرقة العدوان على العراق ، ورفض كل محاولات وقف اطلاق النار إلا بعد أن تجرع الخميني سم كأس الهزيمة ، مع تبرير استيراد السلاح من الكيان الصهيوني ، في وقت تجعجع بمحاربة الشيطان الأكبر ، وعندما وصل إلى حدودها قبلت اقدامه .
ملالي الفرس يظنون واهمين أنهم يبيعون ذكاءهم على أبناء الوطن العربي ، لاخفاء تحالفاتهم مع الصهاينة والامريكان على حساب الوطن العربي ، فمن يتنافخ أنه لولاه لما تمكنت امريكا من احتلال العراق لن يكون إلا في الخندق الامريكي ، وخادماً للمصالح الصهيونية ، وعنتريات حزب الله في تبعيته لتنفيذ المخطط الفارسي باتت مكشوفة ، بعد أن تكشفت أوراق الحزب في أكثر من موقعة على الارض اللبنانية وخارجها .
من يظن أن امريكا والكيان الصهيوني مرعوبتان من البرنامج النووي الايراني واهم ، فهذا البرنامج ليس موجهاً ضدهما ، بل هوبعبع لاخافة الدول العربية لتبقى تحت مظلة الابتزاز الغربي الصهيوني الفارسي ، واقتسام الكعكة فيما بين امريكا وايران في مزيد من احتلال الارض ، ونهب الثروة ، وابقاء العرب يلتجؤون للحضن الامبريالي الامريكي ، ويذكرنا هذا البرنامج بالقنبلة الباكستانية التي ادعي انها القنبلة الاسلامية ، حتى باتت باكستان في الحضن الامريكي ، كما هي سياسة الملالي لخدمة الاهداف الامريكية والصهيونية.
ما الذي يمنع امريكا لشن هجوم على ايران وتدمير كل منشآتها النووية ، هل أنها لا تملك القوة التدميرية في الخليج ؟ ، وحتى عندما كانت في العراق ، أم أن ايران تملك قوة قادرة على صد القوة الامريكية التدميرية ، ونحن نعرف أن حجم القوة الايرانية كدولة من دول العالم الثالث لا تستطيع أن تصمد أمام القوة التدميرية لقوة عظمى كالولايات المتحدة ، هذا إلى جانب القوة الصهيونية ، وما الذي يمنع الصهاينة إن كان برنامج ايران النووي يشكل خطراً عليهم أن لا يشنوا حرباً تدميرية على المواقع النووية الرئيسية وبمظلة امريكية ؟ .
يظن البعض أن حلفاء ايران من الروس والصينيين يملكون القدرة على ردع امريكا أو " اسرائيل" من مهاجمة ايران ، فهاتين القوتين لا يعوّل عليهما أمام العنتريات الامريكية والصهيونية ، فقد شاهدناهما أمام غزو العراق واحتلاله ، وأمام غزو ليبيا واحتلالها ، فمصالحهما مع الغرب اكبر بكثير من ايديولوجيا الجعجعة الايرانية ، وهما لن يضحيا بمصالحهما وبحرب عالمية لسواد عيون الملالي ، وتركيا هذه التي تقيم قواعد امريكا على الارض ، وتختلف مع ايران في الشأن السوري ، وتتحالف مع الكيان الصهيوني ، هل يعقل أن ايران في مواجهة امريكا والكيان الصهيوني ؟ ، وهذه حليفتهما تقيم علاقات حسن جوار معها .
سياسة الملالي سياسة الجعجعة الكلامية والتلذذ بالنوم في حضن الغرب والكيان الصهيوني، لتنال بعضاً من فتات الكعكة على حساب العرب في كل اقطار تواجدهم ، وموقفها في سوريا ليس لسواد عيون سوريا ولا لنظامها ، بل من أجل توسيع قاعدة نفوذها ، إلى جانب ما حصلت عليه من امريكا التي قدمت لها العراق على طبق من ذهب ، نظير ما قدمته لتسهيل احتلالها للعراق .
علينا أن لانعجب من وقوف دول الجزيرة والخليج العربي مع مصربعد الاطاحة بحكم الاخوان، لان حكم الاخوان قد أعلن التخندق في خندق ايران وخاصة في سوريا ، و لخوف هذه الدول من ايران من جهة ، وعدم الثقة بالسياسات الامريكية من جهة أخرى ، فمن مصلحتهم أن يكون الجدار المصري قوياً لدور مصر التاريخي والقيادي للمنطقة العربية ، في مواجهة كل الاطراف المعادية لأماني الامة .
لقد احترقت أوراق لعبة ملالي الفرس عند كل العرب الاحرار ، واحترقت اوراق ذيلها في لبنان جراء ممارساته على الارض اللبنانية وخارجها ، ولم يبقى بريق لسياسة ملالي الفرس إلا لدى بعض العرب الذين يقبضون ثمناً بخساً أمام عمالتهم وخيانتهم .