ليتهم يرتاحون ويريحون!

تم نشره الخميس 14 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 12:37 صباحاً
ليتهم يرتاحون ويريحون!
نبيل بومنصف

لعل كلام الحق الذي لا يمكن اي فريق سياسي داخلي التنكر له هو ان المواطن اللبناني الذي يكاد يتناقص حضوره في اولويات الطبقة السياسية الى حد الانعدام لا يقيم ادنى اعتبار لأطول أزمة حكومية سيعرفها سجل الازمات الحكومية القديمة والحديثة في لبنان. هذا امر مفروغ منه لان اللبنانيين فطروا على التعايش مع الازمات وليس مع الانتظام الطبيعي للدولة وتداول السلطة، وتكيفوا منذ ما قبل الحرب وبعدها وخلال كل الحقبات الما بين بين مع كل صنوف الفراغات والانتهاكات الدستورية، تماما كما بات التشبيح على الدستور والعبث به والتلاعب بالاصول سمة السياسة وليس العكس.

هي حقيقة لا نكتشف معها البارود ولا نكشف شيئا خارقا بل لتنوير اصحاب الخطاب السياسي المفوهين الذين يغدقون على الاعلام والصحافة في اليوميات الرتيبة المملة للناس الشروح والاجتهادات الباهتة في شأن الصيغ الحكومية المتهالكة والمتساقطة كأوراق تين هذه الجمهورية المتداعية. ما هم الناس مثلا اذا كانت حكومة من ٨-٨-٨ او ٩-٩-٦ فيما لم تغير اي صيغة حكومية من قبل ولن تغير اي حكومة من بعد حرفا في حروف الارتباط بالخارج؟ ما همهم اذا كانت الفترة الانتقالية الى الانتخابات الرئاسية ستأتي بحكومة تكمل تصريف الاعمال وتقطيع الوقت واستهلاكه لا اكثر ولا اقل؟ ما همهم اذا حصل التوازن بين ٨ آذار و١٤ آذار او لم يحصل، ما دام السلاح وحده الحاكم بكل املاءاته وما دام رعد التهديدات امر العمليات الذي يقيم المعادلات او يسقط البلاد في الأسوأ؟ ما همهم اذا كان الصراع الايراني - السعودي او الصفقة الاميركية - الايرانية يقرران مصير لبنان بعد كل هذا المسار الطويل من الانعتاق المزعوم من الارتباطات الخارجية فاذا بالبلاد الى انهيار متى تركت وحدها؟

ألا يثير السخرية والريبة هذا الاستقتال من جانب قوى ٨ آذار لارغام قوى ١٤ آذار على القبول بصيغة ٩-٩-٦ تحت ستار اكساب الخصم مكاسب؟ ثم ماذا تراها حققت ١٤ آذار في الدفاع المستميت عن صيغة الثلاث ثمانيات وهل كوكبت حولها ما يسمى قضية رأي عام في التمترس خلف هذا الموقف؟

لم يعد النزف اللبناني مقتصرا على الاستقرار والامن والاقتصاد والاجتماع وقضايا الناس المنسية والمهملة والفساد الناهش في كل انحاء الدولة والقطاعات والمؤسسات فحسب بل هو نزف قاتل لكل ما يسمى سياسة وادارة نزاعات وازمات. الفشل يزحف الى حدود خيالية لم يبق معها اي حيز يقتات منه فريق ويقتنص عبره ما يتراءى له انه مكسب سياسي. والدليل هذا الهبوط المريع في الخطاب السياسي الذي يجعل كل الكلام عن الازمة الحكومية اشبه بعلك الصوف العتيق. أتراهم لا يقدرون حتى على ستر العورات بالصمت علهم يرتاحون ويريحون؟

( النهار اللبنانية 2013-11-14 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات