بين الـ 70% والـ 90% والله لنفلِّس
النِّسبة المئوية التي قَّرفنا بها عبد الله النسور والمتخذة شكل ال70% في كافة تصريحاته الرقمية حول الرفاه والانجازات أخذت جانباً كبيراً من السخرية لدى الساخرين والمراقبين مما أفقدها وأفقدت صاحبها الثقة والمصداقية لدى المواطنين والمتضررين من القرارات والتصريحات الصادرة عن أبو ال70% وجعلنا بالنهاية نعيش الطفر ونعاني قلة الزفر والتفليس التدريجي.
واليوم يعلن معالي الباشا سميح بينو نسبة جديدة ترتفع الى 90% من الشكاوى لدى هيئة مكافحة الفاسد بأنها كيدية وال10% الباقية فقط هي الصحيحة.
هل تعلم معاليكم وأنت تدري أنني أعشق شخصك الكريم أن نسبة ال90% ارتفعت ليس لأن الشكاوى كيدية: بل لأننا في الأردن لا نملك مثل الدول المتقدمة برنامجاً ومنهجية وخططاً لحماية الشهود في قضايا الفساد , فتجد الشاهد أو المدعي ومن منطلق الخوف لديه بل ومن منطلق الثقة ان التحقيقات توءد في مهدها وأن الدائرة ستدور على رأسه بعد التحقيقات وأن الطريق في الوصول للحقيقة مسدود عن عمد وقصد فإنه يتراجع ويظهر مفترياً أمام المحققين وبالتالي تظهر النتائج النسبية ان الافتراء نسبته90% .لكن صدقني معالي الصديق أننا لو امتلكنا ما يحمي هؤلاء من التهديد والوعيد بل واحيانا التساهل من قبل بعض الجهات المعنية مع الفاسد والوقوف الى جانبه والضغط على الشاهد أو المدعي بالتراجع عن أو تغيير أقواله لكانت نسبة الشكاوى الصحيحة هي ال90% لديكم.
فلننطلق في مكافحة الفساد في الاردن باتجاه منهجية جديدة اسمها الحزم مع المدعى عليه وحماية المدعي والشاهد حتى يثبت العكس قانونيا.
أما ان نتراخى ونعيد الاتهامات الصائبة بالعكس نحو مطلقها ونجعل الظالم مظلوم والسارق مسروق وبالعكس فهنا ستضيع الحقوق العامة وستتجه الدولة باتجاه الافلاس حيث ان نسبة ال70% الوهمية بالاصلاح للنسور وال90% لمعاليكم يا باشانا في نتائج التحقيقات بانها محض افتراء ستجعل اللصوص يضعون ارجلهم بالماء ويرتاحون اكثر وبالنهاية رح ييجي علينا يوم قريب وكلنا رح نفلِّس...وبرعاية رسمية.
أي والله فلَّسنا واللي كان كان وخلاص.