من المسئول عن الخساره المذلّه ؟!
من حق الشعب الأردني أن يبحث عن رائحة انتصار ، حتى لو كان بأقدام لاعبي المنتخب ، ولذا رأينا جماهير هادرة متعطشة للفرحة تزحف صوب استاذ عمان الدولي لمؤازرة منتخبها الوطني ضد الفريق الارغواني ، فبعد احباطات متتالية أدمت عيونهم ومعاناة امتدت الى عشرات السنيين نتيجة الفقر وفساد السلطة وانتشار المحسوبيه وارتفاع نسبة البطالة وتمييع هويته الوطنية كان بحاجة إلى فرحة ولو لساعات ،لكن الفرح لم يأتي وزاد الإحباط ومات الحلم قبل أن يولد !
وللوقوف على أسباب الخسارة المذلة لمنتخبنا الوطني لا بد من المصارحة والمكاشفة ، وبالرغم أنني لست خبيرا رياضيا ولا ناقدا رياضيا ، الاّ أنني أعلم أن الرياضة أصبحت احدى أدوات السياسة العالميه التي تحرك وتوجه الشعوب ، ويستخدمها السياسيون لملىء فراغ الشباب الناجم عن فشل الحكومات في تشغيلهم والاستفادة من قدراتهم ، ومن خلال هذه الوسيلة يحاولون ضبط المجتمع واخضاعه للتحكم به وذلك عن طريق إشغالها عن قضاياها الوطنية والقوميه وحتى عن قضاياها المعيشيه ، ومطبخها الرئيسي " منظمة الفيفا " التي يديرها ماسنيون.
الدول لا تنهض ولا تحقق انجازات الاّ بعدما تتبنى مشروعا اصلاحا حقيقيا يقضي على الفساد ويقدم الكفاءات الوطنية في جميع المجالات ، وهو مالم يتحقق على مستوى الدولة الاردنيه والخطوات الإصلاحية القليلة التي تمت لا تتناسب مع حجم الخلل في جميع المؤسسات ، وعليه فان قطاع الرياضة ليس بمعزل عن باقي القطاعات ودارت وتدور حوله شبهات فساد ، وما حملة " جمع التبرعات لمنتخب النشامى" التي تبناها اتحاد كرة القدم الأردني وبتجييش إعلامي غير مسبوق مستغليين حب الجماهير لكرة القدم الساحره ،الا دليل على سياسة حكوميه انتهجتها طوال السنوات الماضيه وهي تسديد ديون المؤسسات عن طريق جيوب الفقراء ، التي كانت بسبب تفشي الفساد وسوء الإدارة بامتياز ، الجماهير هبت لنجدة المنتخب من الضائقة المالية وكان بالإمكان تسديد الديون ورفد الاتحاد بمئات الملايين بتبرع الشركات ورجال أعمال وسياسيين امتلكوا عشرات المليارات عن طريق استغلال الوظيفة العامة وخصخصة مؤسسات الدولة التي شاب عملية تحويلها فساد كبير، وحتى بيع التذاكر لم تسلم من الاستغلال فهاهو مذيع القناة الرياضية الأردنية ماجد العدوان يشير بوضوح الى بعض المسؤولين الذين انشغلوا بتوزيع التذاكر على أصدقائهم وأقربائهم، ويحمّل الاتحاد الأردني لكرة القادم مسؤولية خسارة المنتخب الوطني أمام الأوروغواي.
واذا كان الفريق الفني بقيادة المدرب حسام حسن يتحمل الكثير فيما حدث باعتباره المسئول الاول فإن الحقيقة تتطلب التعرج إلي مسئولية اتحاد الكرة الذي تعامل مع المنتخب بأسلوب (الفزعه) ، ولم يكن يناقش مشاكله وينهي أزماته بسرعة ولم يضع الخطط السليمه التي تصب في صالح استعدادات الفريق, كما هو الحال لكل الكيانات الفنية والمنتخبات الاخري, لكن مع المنتخب الوطني فقد بات الامر مختلفا, فظهر فجأة عشق المسئولين لمنتخبنا الوطني ، فالجميع يريد التقاط الصورة مع الفريق دون تقديم جهد حقيقي لتطوير كرة القدم الاردنيه،وبالتالي كان منطقيا ان يطول انهيار المنتخب الوطني في أي وقت لكنة تأخر حتي تفاجأنا بكابوس الارغواي الذي كشف عن المستوى الحقيقي لمنتخبنا الوطني .
حقيقة المطلوب اليوم إصلاح حقيقي لانقاذ الكرة الاردنيه من اللامسؤولية والمجاملات والمحسوبية وعالم البزنسس الذي تفشى في مؤسسات الادارة الحكوميه، وعلى اتحاد كرة القدم أن يكون صريحا وواضحا ويعلن عن مسؤوليته عن فشل المنتخب الأردني ويقدم استقالته ، فالمجاملات لن تحقق الانجازات .