سياسة دعم الخبز ترك القديم على قدمه

تم نشره الجمعة 22nd تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 01:17 صباحاً
سياسة دعم الخبز ترك القديم على قدمه
د. فهد الفانك

بعد كل الحديث عن مساوئ وسلبيات الدعم الشامل للخبز ، وإقرار فكرة البطاقة الذكية بحيث ينحصر الدعم في المواطنين الأردنيين ، حيث تمت صياغة برنامج البطاقة المنشودة وطرحت عطاءاتها. وبالرغم من ارتفاع كلفة دعم الخبز إلى حوالي مليون دينار يومياً ، فقد حسمت الحكومة موقفها أخيراً ، فوجدت أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان ، ويجب ترك القديم على قدمه ، فلا شأن لنا بالأسعار العالمية للقمح ، ويجب أن يستمر بيع الخبز بثلث كلفتـه للجميع دون استثناء أو تمييز ، وما على الحكومة سوى أن تقترض من بنوك العالم لتمويل الدعم.

هذا القرار يشكل دعوة مفتوحة لمربي المواشي وأصحاب مزارع الدواجن للتوسع في استعمال الخبز علفاً للمواشي والدواجن ، ودعوة لأصحاب المخابز للاستمرار في المتاجرة بالطحين المدعوم ببيعـه لمنتجي الخبز المميز والمعجنات غير المدعومة ، أما غير الأردنيين من سواح ووافدين ولاجئين ودبلوماسيين فلهم كل الحق في التمتع بالدعم الحكومي ، فنحن بلد مضياف!!.

لم يبق إلا أن تتراجع الحكومة عما أعلنته من زيادة تعرفة الكهرباء بالتقسيط على مدى أربع سنوات قادمة ، فلماذا لا يبقى القديم على قدمه طالما أن الحكومة تجد من يقرضها المال لكي نحصل على احتياجاتنا الاستهلاكية بأقل الأسعار.

الجمهور الذي يرحب بدعم أسعار المواد الاستهلاكية ، هل يدرك النتائج التي ستترتب على ذلك؟ والسياسيون الذين يؤيدون سياسة الدعم هل يصارحون الجمهور بأن العجز والمديونية تؤدي إلى أزمة لا ترتفع فيها أسعار السلع المدعومة فقط ، بل أسعار جميع السلع الأخرى ، لأن القوة الشرائية للدينار تتآكل.

هنا يجب التذكير بأزمة 1988/ 1989 عندما اختفت العملات الأجنبية إلا في السوق السوداء ، وفقدت المواد المستوردة من الأسواق ، وتضاعفت أسـعار جميع السلع ، وتم سحق الفقراء ومحدودي الدخل قبل غيرهم ، فهل المطلوب تكرار التجربة؟.

عدم إصلاح السياسات الاقتصادية والمالية المعمول بها حالياً معناه تكرار أزمة 1989 ، ولكن بحجم أكبر ، وعند ذلك تتبخر جميع المكاسب المطلبية غير المستحقة ، التي تحققت بالابتزاز المدعوم نيابياً وحزبياً.

في مؤتمره الصحفي يوم الأحد الماضي أعلن وزير المالية بشيء من الفخر عن استمرار دعم الخبز للجميع على السواء ، وكأن هذا إنجاز للحكومة الرشيدة تستحق عليه الشكر ، مع أن القرار يتناقض مع قناعاتها المعلنة ويضيف 300 مليون دينار سنوياً إلى النفقات المتكررة والمديونية ، وقد تمت الإشارة إليه كمبرر لارتفاع النفقات الجارية وبالتالي العجز والمديونية.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات