كيفية غرس الانتماء لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة
الانتماء : هو الامتثال لمعايير الجماعة و يغرف على انه دافع يدفع الفرد للبحث عن مواقف اجتماعية دافئة ووثيقة وعن التقبل وحب الآخرين وهو حاجة الفرد لان يكون عضواً في جماعته متوحداً معها ومقبولاً فيها ويحس بالفخر بها والأمان فيها ويعمل من أجل خيرها ويعتز بولائه لها .
كما ويعرف الانتماء أنه دافع يحفز الفرد للانضمام لجماعة معينة وإقامة علاقات وثيقة معها تقوم على المشاركة و الوحدة و المقارنة الاجتماعية وتحمل المسؤولية ويشعر معها بالأمان و التقدير و الرضا.
وللانتماء عدة أبعاد ومنها:
• الأمان : وهو شعور الفرد بالطمأنينة و البعد عن التوتر والقلق.
• المشاركة:وهو تعاون الفرد مع باقي أفراد جماعته ومشاركتهم أنشطتها.
• الوحدة: وهو أن يشعر الفرد بأنه جزء من الجماعة تجمعه معهم وحدة الوجود والهدف والمصير المشترك.
• الرضا عن الجماعة : وهو الشعور بأهميتها ومكانتها والاعتزاز بها والرضا عن افراد الجماعة و سلوكهم وعلاقاته الاجتماعية.
• تحمل المسؤولية: وهو القيام الفرد بدور ايجابي ومهم نحو الجماعة و معرفته لحقوقه وواجباته داخلها من خلال المواقف التي يتعرض لها.
• الانتباه والتقدير: وهو رغبة الفرد في تكوين الفكرة الايجابية من قبل الآخرين لينال استحسانهم وثنائهم .
• المقارنة الاجتماعية: من خلال مقارن الفرد بالآخرين وارتباطه بمعايير الجماعة والسير على قوانينها.
لهذا فإنه لتنمية قيمة الانتماء لدى الأطفال في سن مبكرة بأن ننمي هذه القيم والاتجاهات لدى الأطفال من خلال الأغاني الوطنية لما لها من تأثير على السامع ، وسهلة الحفظ لدى الأطفال الصغار لارتباطها باسم بلاده الذي ينتمي له ودور الموسيقى والألحان لآلية الحفظ وترميز المقاطع الصوتية في ذاكرة الطفل الصغير ، ولها أهمية كبرى لتنمية أنواع الذكاء المتعددة وبالخص الذكاء اللغوي واكتساب الطفل الصغير للمعاني والمفردات مما يساعده على النمو اللغوي المبكر ونمو جهاز النطق لديه في سن مبكرة بشكل كامل كما تساعد على تنمية الذكاء الموسيقي لتذوقه الألحان الموسيقية وزيادة قدرته على تمييز الأغنية من ألحانها ليقوم الطفل بترديدها ودندنتها تلقائيا مجرد سماعه للحن الأغنية.
ومن هنا تكمن أهمية الاغاني الوطنية للانتماء لدى الطفل و الناشئ وتأثيرها على حب وطنه وقيادته وإحساسه بالأمان والوحدة الوطنية مما تحتويه الاغاني الوطنية من عبارات ومفردات تدل على الحماس والتقدير والرضا عن الجماعة .
ويبرز دور الأسرة لدى الأطفال في غرس الانتماء لدى أطفالهم . وذلك من خلال أمرين مهمين:
• المستوى الثقافي: بمعنى أن ثقافة أسرة الطفل لها أثر ملموس وكبير في غرس قيمة الانتماء من خلال التعبير عن انتماءه بالطرق الصحيحة والسليمة البعيدة عن الشكوك واللبس.
• أساليب المعاملة الأسرية : للاستقرار الأسري دور فعال في كيفية غرس وإكساب قيم معينة لدى الطفل من خلال تنمية مفهوم الذات وتوفير المحبة والاطمئنان والأمان النفسي مما لهذه القيم من دور في غرس قيم الانتماء الايجابي الطوعي وليس المبني على الخوف كما هو في بعض الأنظمة الدكتاتورية ، وكذلك تعويد الطفل على التعامل مع النماذج المقدمة له من هذه الاغاني بكل حرية وانفتاح لما لها من أثر كبير على نفسية وتكوين شخصيته، وباعتبار أن الانتماء من جوانب الشخصية المهمة التي تسهم في سيادة الأمن في جميع الأوطان ، ولهذا يجب الاهتمام بالأطفال في هذا السن لصقل شخصيتهم وتنمية العواطف لديه وغرس القيم الايجابية لدى الطفل في مرحلة تكوين الذات المستقبلية ذات القوى الايجابية .