عادات عشائرية جميلة ..... و لكن
يفخر الاردن بانه دولة قانون اي ان هناك قوانين و تنظيمات مدنية و شرعية تحكم علاقات الناس بعضهم ببعض و علاقتهم مع الدولة و الوطن و هذا يتطابق مع كل دول العالم المتقدم .
فالقوانين و الانظمة هي التي تحكم و لكن يمتاز الاردن بالاضافة الى ذلك ان هناك عرف عشائري و قضاء عشائري اضافة لما سبق من قوانين و كثير من القضايا بين الناس يكون حلها اسهل و اسرع بهذا القضاء و خاصة اذا ارتأت الاطراف المتخاصمة ذلك لانه لها الحرية في الاختيار و كذلك هناك تشريعات حكومية تعترف بهذا القضاء العشائري و تضع له مكانة في احكامها و قوانينها حيث يقول تعالى في محكم تنزيله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا . إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ . إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم .
و من خلال تجربتي في العديد من قضايا اصلاح ذات البين بين الناس , كنت اراقب و افهم تلك المشاكل و ارى كم هي جميلة و رائعة بتحول الخصام و العداوة الى مصالحة بتطييب الخواطر و سحب ما بينها من غل و حقد و مظلمة .
في النهاية كثير من الاصلاح ينتهي بشرب فنجان القهوة و تنتهي المشكلة .... هذا شيء رائع و جميل عندما لا يتم التعدي على حقوق الاخرين مثل الايتام و الأرامل و الناس الضعيفة . و عادة من اجل السمعة الطيبة للعائلة او العشيرة يتم التنازل عن الحقوق و هذه عادة متأصلة عند الكثير من العائلات ليبقى اسمها مرتبط بالتسامح و الشموخ و السمعة الجيدة من خلال المسامحة .
لقد وجدت حلا لبقاء هذا التسامح و لكن ليس في النهاية حل المشكلة بفنجان القهوة حيث يعطي ذلك انطباعا بسهولة الخلاص من اي مشكلة بدون دفع الثمن حيث تقول الحكمة " من آمن العقوبة أساء الأدب " و وجدت ذلك كثيرا و خاصة في حالة حوادث السيارات حيث التأمين يدفع و تنتهي المشكلة .بالاضافة الى المشاجرات و الاعتداء على الغير .
و مما اقترحه هو ان يُلزم الشيوخ و الجاهات الشخص الذي يتسبب باي مشكلة بدفع مبلغا من المال حسب المشكلة و الحالة ثمنا لهذا الذنب الذي اقترفه لصالح جمعية خيرية او تعليمية او لصندوق يستفيد منه اصحاب الحاجة حتى لا يحسب على اهل الطرف المتضرر او المعتدى عليه بانهم باعوا دمهم او كرامتهم او حقهم بحفنة من المال .
فعندما يتم دفع المال يتم لصالح جمعية للايتام او الفقراء او المساكين او لصناديق التعليم او اصحاب الحاجة .... الخ نكون قد اصبنا اكثر من عصفور بحجر واحد :
1- اصبح كل انسان يحسب حسابا ان هناك ثمنا للصلح و المصالحة و ليس فقط شرب فنجان من القهوة .
2- حققنا مصدرا اضافيا لدخل الجمعيات العامة التي هي بحاجة لهذا المال .
3- ان اصحاب الجاه و اصلاح ذات البين تعبهم سيكون افضى الى المصالحة و الصلح و تصفية القلوب بين المتخاصمين , بالاضافة الى ذلك انتفعت جهات هي بحاجة الى هذا المال و خاصة عندما يتنازل اصحاب الحق عن حقهم خجلا او عرفا و عادة لغير مستحقيه .
ارجو ان يلقى هذا الطرح تفكيرا و مناقشة من شيوخ العشائر و المخاتير و القائميين على اصلاح ذات البين في وطننا الحبيب .