الملك ينحاز الى طرف ثالث

تم نشره الثلاثاء 26 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 12:01 صباحاً
الملك ينحاز الى طرف ثالث
عبد الكريم الكيلاني

بعيدا عن لغة التناحر السياسي السائدة في الاونة الاخيرة بين اقطاب اصبحت معروفة للجميع , اختار الملك ان ينحاز الى طرف ثالث وهو الشباب الاردني الطامح بمستقبل افضل .

عبر خطاب الملك الاخير في المنتد ى الاقتصادي الاسلامي العالمي كان مستوى التمثيل من راس الدولة الاردنية رسالة و اضحة المدلول امام حضور يزيد عن 2700 شخصية اقتصادية و سياسية من صانعي القرار في اهم مؤسسات الاقتصاد الاسلامي و الرسالة الملكية الواضحة ان صناعة المنتجات المالية الاسلامية هي في اهتمامات الدولة ان لم تكن في مقدمتها في اطار سعي الدؤوب لخلق فرص افضل و تحسين معيشة المواطن*

ربما تتضح اهمية مستوى التمثيل الاردني على نحو اكبر اذا ادركنا ان دراسات المراكز البحثية تشير الى ان عدد الصناديق المالية الاسلامية يقارب 600 صندوق متنوعة المحافظ , و ان ما يزيد على 500 مليار دولار هي مبالغ متاحة لمديري هذه الصناديق , و ان متوسط معدلات النمو لهذه الصناديق يتراوح بين 15%-20% سنويا , و ان اصولها الذاتية وصلت الى مبلغ يقدر بسبعين مليار دولار تستحوذ الولايات المتحدة على حصة كبيرة منه و ان قطاع المصرفية الاسلامية بصفة عامة يتجاوز حجمه 1300 مليار.

لم يتحدث الملك بالمطلق عن اية عموميات بل توجه للمستثمر تحت عنوان جاذب وجدير ان يكون مؤتمرا بذاته ( المصارف الاسلامية الاكثر امانا ) (هنا في الاردن ) وهي جملة مستخلصة من مضمون الخطاب الملكي ذاته.

وفي حين كان السيد كاميرون يتحدث عن مكاتب محاماة في انجلترا تعنى بصيغ التمويل الاسلامي كوسيلة جاذبة للمستثمر .

تكلم الملك بلغة الملم بالدقائق و التفاصيل عن منظومة قانونية متكاملة و محفزات حقيقية للمستثمر و هو البعد التشريعي او ما يسمى بالبيئة القانونية الملائمة و قد استندت الرسالة الملكية الى فهم رصين للابعاد التشريعية الجاذبة.

اولها خبرة البنوك الاردنية الطويلة في الصيرفة الاسلامية و ابتكار منتجات التمويل الاسلامي حيث ان العديد من صيغ التمويل الاسلامي طبقت في المملكة نهاية السبعينيات و بداية الثمانينيات من القرن الماضي وهي مرحلة مبكرة جدا مقارنة بغيرها من الاسواق العربية و العالمية .

ثانيها مرونة التشريعات في المملكة و قدرتها على التجاوب مع المنتجات المالية الاسلامية المبتكرة بحيث كان الاردن رائدا في عمليات تحول بنوك تقليدية الى اسلامية.

و ثالثها المباديء الراسخة و العميقة التي ارستها تطبيقات المنتجات المالية الاسلامية المتنوعة و لم تشهد اية سابقة قضائية محلية تؤدي الى ارباك هذه الصناعة على خلاف العديد من الدول التي اصطدمت باشكاليالت قانونية و قضائية اودت بمؤسسات ماليه كبرى الى الانهيار *.

الحديث الملكي حول قانون صكوك التمويل الاسلامي المتزامن مع العمل الجاري على قدم وساق لخروج القانون الى حيز التنفيذ عبر ابهى حزمة من الانظمة و التعليمات واللوائح التفيذية يؤكد ان الملف الاقتصادي يدار من قيادة مدركة لمتطلبات السوق و توظف انجازات كل الاذرع التنفيذية في الدولة على افضل التوقعات .

وهنانشير الى ان سوق الصكوك المالية الاسلامية قدرت في نهاية الربع الاول 3013 ب235 مليار دولار و لذلك فالحديث الملكي عن فرص استثمارية في مجالات متنوعة كالاتصالات و الصناعات و الخدمات المالية و المهنية و السياحة تجعلنا ندرك اننا امام ربان يقول و يفعل , و لكن يدا واحدة لا تجدف في بحر لم بعد هادئا تتنافس فيه دول كبرى و شركات تفوق ارباحها السنوية ايردادات دول .

اعتقد ان البنوك والمؤسسات المالية الاسلامية بالاردن العريقة في خبراتها و ذات الثقل المؤثر والمصداقية العالية , مامول منها ان توظف كل طاقاتها في جذب صناديق استثمارية و محافظ بنوك كبرى و ذات سمعة خصوصا ان الاردن يسعى وعبر لجان تضم نخبة من الخبراء في المعاملات المالية الاسلامية و الاوراق المالية و قوانين اسواق الما ل ان يقدم منتج صكوك التمويل الاسلامي متجاوزا عثرات من سبقوه عبر منظومة تشريعية متكاملة تحمي حملة الصكوك و تجذب المحافظ الراغبة في استثمار ببيئة قانونية و اضحة و مستقرة وامنة .

*من كلمة جلالة الملك في المنتدى الاقتصادي الاسلامي العالمي تاريخ المنشورة 30/10/2013

*من ورقة عمل (البيئة التشريعية في الاردن و اثرها على انشطة البنوك و المؤسسات الاسلامية ) شركة دار الخبرة لاستشارات المصارف الاسلامية /الملتقى الدولى للبنوك و المؤسسات الاسلامية



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات