الأكراد: قضية أخرى تتحرك

تم نشره الأربعاء 27 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 12:56 صباحاً
الأكراد: قضية أخرى تتحرك
جميل مطر

 مازال اللقاء الذى جمع بين الطيب أردوغان رئيس وزراء تركيا ومسعود بارزانى رئيس كردستان العراق فى مدينة ديار بكر عاصمة إقليم «كردستان» تركيا تثير تعليقات وتكهنات. زادت وتيرة هذه التكهنات مع توصل إيران والغرب إلى اتفاق فى مدينة جنيف، هدفه الأساسى استعادة إيران طرفا فاعلا فى خطط التسويات الإقليمية بعد فترة من الخلاف تعودت خلالها إيران على أن تلعب دور الطرف الفاعل فى أزمات «المنطقة» وتوتراتها وليس فى تسوياتها. من هنا يأتى الترويج الأمريكى للاتفاق مع إيران لدى حكومات إسرائيل وبعض الدول الخليجية ومؤسسة وزراء الداخلية العرب باعتبار هذه الأخيرة الخصم الأكبر لأى تقارب غربى مع إيران. تقول واشنطن إن الفرصة سانحة لاستيعاب إيران طرفا «متآلفا» فى النظام الإقليمى وليس طرفا مناوئا أو ثوريا.

لم تأت زيارة أردوغان لكردستان العراق من فراغ. فقد جرت مفاوضات متعددة وطويلة بين وزير الخارجية احمد دواود اوغلو والرئيس بارزانى وغيره من المسئولين الاكراد جرى خلالها التحضير لتفاهمات حول موضوعات معقدة مثل تردد كردستان العراق فى منح الدعم الكافى لاتفاق السلام الذى عرضه أردوغان على اكراد تركيا، ومثل قضية تصدير النفط من شمال العراق إلى أسواقه الأوروبية، ومثل احتمال وصول روسيا إلى حلبة السباق للتأثير فى إنتاج وتسويق غاز ونفط الشرق الأوسط.

إلا ان تحولا رئيسيا شهدته المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة دفع بتكهنات جديدة وضاعف الطاقة المحركة لقضية الأكراد. حدث هذا التحول الجوهرى عندما أعلن أكراد سوريا قرارهم الاستقلال بالرأى والإرادة وبإقليم كردى فى سوريا يتمتع بالحكم الذاتى، بهذا الإعلان يكون أكراد سوريا قد وقفوا ضد خطة الطيب أردوغان لحل المشكلة الكردية فى بلاده وفى المنطقة بما يتناسب والحلم التركى. هؤلاء تنبهوا إلى أن أردوغان يحاول الاستفادة من أوضاع دولية وإقليمية سريعة الخطى تمهد لرسم خريطة حديثة للشرق الأوسط. أردوغان لا يريد أن يفرض اللاعبون الكبار خريطة للشرق الأوسط لا يكون لتركيا فيها رأى. أردوغان لا يخفى أنه سيقاوم أى محاولة لتكرار ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى حين قام الغرب برسم خريطة للمنطقة دون اعتبار لمصالح تركيا وطموحاتها. هذا بالضبط ما دفع ملالى إيران وحكام الغرب وروسيا إلى الاعتدال فى المفاوضات حول مسألة النووى أملا فى أن يكون لإيران كتركيا دور فى توزيع النفوذ على الدول الفاعلة فى الإقليم.

( الشروق المصرية 2013-11-27 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات