المتضامنون الأجانب : زخم لفلسطين ودعم لشرعيتها
المدينة نيوز - وسط تضارب الروايات المتداولة في الإعلام العالمي حول جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، جذبت حملة "أهلا بكم في فلسطين" الشابة الأميركية إيملي لفيت - مثلما جذبت المئات من المتضامين الأجانب من أوروبا وأميركا- للعيش بين العائلات الفلسطينية لاستكشاف واقعها والتضامن معها.
واستقرت هذه الفتاة الأميركية القادمة من نيويورك منذ نحو عام في "المنطقة الساخنة"، متنقلة بين رام الله والناصرة وتل أبيب، تعيش الروايات والانطباعات وتصور الشعبين حول مستقبل الصراع. وتعززت لديها مشاعر التعاطف والتضامن وسط ما لمسته من ممارسات إذلال وقمع الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين.
إيملي لفيت في منتصف العشرينيات، وهي مولودة لأب يهودي وأم مسيحية، وقد تأثرت كغيرها بالرواية الإسرائيلية بكل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، لكنها عاشت مع أفراد من الجاليات العربية والفلسطينية في أميركا مما فتح لها آفاقا رحبة لاكتشاف الوجه الآخر للصورة.
تصديق
تقول إيملي بهذا الصدد إنه كان من الصعب تصديق المزاعم الإسرائيلية التي صورت الفلسطيني كإرهابي وشوهت صورته، خاصة أن الحراك الشبابي الفلسطيني "يتطلع للسلام، ونجح في إقناع العالم بأن إسرائيل بممارستها إستراتيجياتها الدبلوماسية غير معنية بتسوية الصراع".
من جانبه يولي منسق اللجنة الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان بمنطقة بلعين عبد الله أبو رحمة أهمية قصوى لتفنيد الرواية الإسرائيلية والتضليل الذي تعتمده تل أبيب بمسعى لكسب التعاطف الدولي، مقابل حجب الحقيقة على ما تقوم به من مشاريع استيطان وتهويد، وما ترتكبه من جرائم إنسانية بحق الشعب الفلسطيني.
ولفت أبو رحمة في حديث للجزيرة نت إلى أن التواجد الميداني المتواصل للمتضامين الأجانب في ساحات المواجهة التي يخوضها الفلسطينيون، دفاعا عن الأرض والمسكن وحقول الزيتون وآبار المياه وأبسط مقومات الحياة، ساهم في إثارة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي ومنحها الشرعية والزخم الشعبي، وخلق رأيا عاما -تحديدا في أوساط المجتمع الأوروبي- مساندا للفلسطيني ومناهضا لسياسات دولة الاحتلال.
نقطة تحول
بالتوازي مع البصمات التي تتركها زيارات الناشطين الأجانب وأنشطتهم في مواجهة انتهاكات المستوطنين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي وتعدياتهم على أراضي الفلسطينيين وحقوقهم، طرحت مجموعة التفكير الإستراتيجي الفلسطيني وثيقة بعنوان "نقطة تحول.. متطلبات التحول الانتقالي نحو إستراتيجية جديدة للتحرر الوطني".
وحملت تلك الوثيقة التي نوقشت في ندوة عقدت في مدينة الناصرة دعوات للبحث عن إستراتيجيات وخيارات للفلسطينيين وبدائل لمسار المفاوضات الذي ترعاه الإدارة الأميركية.
اقتراحات الوثيقة أتت بالتزامن مع الذكرى 66 لصدور القرار رقم 181 من العام 1947 والقاضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود وإنهاء الانتداب البريطاني. واستعرضها وناقشها الصحافي هاني المصري والباحث خليل شاهين وحسام زملط والدكتور أمل جمال.
وتستند الإستراتيجية الانتقالية -بحسب الوثيقة- إلى خيارات وأهداف تتلخص في "وقف وإنهاء خيار التفاوض الثنائي برعاية أميركية وعقد مؤتمر دولي. إعادة بناء الوحدة الوطنية بإطار مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والخروج التدريجي من مسار أوسلو".