نواب الأمة والدستور
في زخم الحراكات التي شهدها الاردن رفض الاردنيون بغالبيتهم خروج البعض بشعارات وعبارات تبدأ ب ( الشعب الاردني يريد .... ) لا بل علت اصوات الكثيرين استنكارا واستهجانا بمن يمنحون انفسهم حق التحدث باسم الشعب الاردني على اعتبار ان ممثليهم دستوريا هم النواب فقط .
المشكلة في عدم فهم البعض مواطنين ومن ضمنهم نواب أيضا الحقوق الدستورية واجزم هنا ان اغلب النواب لم يقرأوا الدستور ليعرفوا على الأقل حقوقهم وواجباتهم ومن هنا تبدأ معاناة المواطنين مع نوابهم وانعكسات ادائهم على الوطن .
في أمر المذكرة التي وقعها 18 نائبا لحجب الثقة عن الحكومة استغرب واستهجن ايضا ذهاب البعض ممن وقعوا عليها وبعد فشل عقد جلسة لهذه الغاية بقولهم انها ارادة الشعب !!
مبررات طلب حجب الثقة يجب ان تستند الى معطيات منطقية سواء من حيث اداء الحكومة أو بسبب قصورها في التعامل دستوريا مع باقي السلطات وهو الأمر الذي خلت منه المذكرة وبالتالي لم يقتنع غالبية النواب بطلبهم .
في السلطة الرابعة نتابع ونحلل المواقف والاتجاهات ولنا حق الاجتهاد وليعذرنا من لم نتفق معهم فيما يذهبونا اليه فنحن لا نقصد شخوصهم بقدر ما نسعى الى الاثارة على أمل ان يرقى النواب بادائهم باعتبارهم نواب وطن والذي من شأنه في المحصلة اعادة ثقة المواطنين بالسلطة التشريعية .
ليس من حق أي كان ان يحتكر الحقيقة حتى وان كان نائبا فالديمقراطية هي الفيصل وعليه لا يحق لزميل ان يطعن أو يتطاول على زميل له لأنه خالفه الرأي كما جرى بعد فشل تلك الجلسة حين خرج البعض ممن وقعوا على المذكرة محملين فشلها للنواب الذين لم يتوافقوا معهم في طلبهم ومما يزيد الطين بلة اطلاق البعض منهم عبارات قاسية بحق زملاء لهم والأجدر بهم ان يعيدوا حسابتهم جيدا لتكون مواقفهم مستقبلا بحجم مصلحة الوطن وابنائهم فلا تفسير لاصرار البعض منهم بسلامة مواقفهم سوى ان لهم مآرب أخرى لا تتعدى المزاودة والتنفع على حساب الصالح العام .
في هذا المقام نستذكر مواقف الدكتور عبد الله النسور حين كان عضوا في السلطة التشريعية وحين اصبح رئيسا للسلطة التنفيذية فقد كان نائبا شرسا في معارضته يستند على المعلومات ويقدم الاقتراحات ويحترم النتيجة التي يخرج بها المجلس حتى وان جائت مخالفة لمواقفه وحين تولى رئاسة الحكومة التزم بالدستور في التعامل مع القوانين والانظمة حتى وان كانت مخالفة لقناعاته الشخصية .
قلتها واكررها في كل مقام وهو " راي شخصي " الشعب الاردني بالاغلب بحاجة الى ورش عمل .... كيف نتجاذب الحديث ونتحاور وكيف نلتزم بالديمقراطية نهج عمل والله من وراء القصد .