أسمع كلامك يعجبني!

تم نشره الخميس 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2013 12:40 صباحاً
أسمع كلامك يعجبني!
راجح الخوري

تعرف دول مجلس التعاون الخليجي كما تعرف إيران أن ديبلوماسية النيات الحسنة والابتسامات العريضة لن تغير شيئاً من الازمة العميقة الضاربة في العلاقات الايرانية - الخليجية، فما صنعه دهر من التدخلات في الشؤون الداخلية العربية لا يمكن ان يصلحه محمد جواد ظريف، الذي يجول على دول الخليج كعطّار يدعو الى التعاون والعمل لإرساء الامن والاستقرار في المنطقة التي باتت تراوح على حافة عداء اثارته وتثيره التدخلات الايرانية وآخرها الانغماس في الحرب السورية.

قياساً بما سمعه الخليجيون في الماضي من الايجابيات، سواء من هاشمي رفسنجاني او من محمد خاتمي وما حصدوه من سلبيات التدخل الايراني الممتد من البحرين الى لبنان مروراً بالعراق والكويت والامارات وحتى السعودية، من الصعب التصديق او الركون الى كل هذه الايجابيات الى ان يثبت العكس، وخصوصاً انها تبدو حاجة ضرورية للمصلحة الايرانية:

أولاً: انها تأتي عشية قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت الاسبوع المقبل والتي يشكل الاتفاق النووي مع ايران وتداعياته المقلقة، وخصوصاً بعد تغيّر الاستراتيجيا الاميركية، بنداً اساسياً في اعمالها حيث يفترض ان تبلور نمطاً أعمق من التعاون ووحدة الصف في مواجهة ايران التي تعتقد ان رفع العقوبات عنها سيطلق يدها اكثر في الاقليم، ولهذا يناسبها اشاعة جو يحول دون تشدد الموقف الخليجي في وجهها.

ثانياً: ان اشاعة الايجابية والتركيز على الاهمية البالغة للسعودية والتعاون الايراني معها للعمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، والاعلان عن الاستعداد لزيارة الرياض، تهدف الى تحريك مشاعر خليجية متفاوتة حيال ضرورات توحيد الصف لمواجهة اي اندفاعات ايرانية جديدة قد تنجم عن رفع العقوبات.

ثالثاً: وهو الأهم، محاولة تقديم اثباتات لواشنطن عن حسن نية طهران اقليمياً والتلويح بسياسة تصالحية مع حلفائها في المنطقة، وخصوصاً ان هذا يتم في خلال الاشهر الستة الممهدة للاتفاق النهائي، وفي حين ينكبّ عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي على مواجهة باراك اوباما بمشروع قرار يفرض عقوبات جديدة اقسى على طهران، على قاعدة تخوّفهم من الاتفاق النووي النهائي مع ايران وتشكيكهم في صدقيتها.

رابعاً: محاولة إيجاد مقبولية عربية تسمح بمشاركة ايران في مؤتمر "جنيف - 2" حول سوريا، انطلاقاً من محاولة اثبات حسن النية واعلان الرغبة في التعاون بينما تستمر في القتال الى جانب النظام!

عملياً، لا يمكن تفكيك المخاوف الخليجية وفتح صفحة من الانفتاح على ايران عبر جولة يطلق فيها ظريف عاصفة من التصريحات التصالحية البارعة، فالأمر يحتاج الى وقف التدخلات والامتناع عن تحريك عوامل الاضطراب في الاقليم، وإلا سيسمع ظريف رداً خليجياً واحداً:

"اسمع كلامك يعجبني أشوف عمايلك أتعجب"!

( النهار اللبنانية 2013-12-05 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات