الاقتصاد الأردني في 2014

تم نشره السبت 07 كانون الأوّل / ديسمبر 2013 01:23 صباحاً
الاقتصاد الأردني في 2014
د. فهد الفانك

حتى على فرض ارتفاع مستوى المنح الخارجية في العام القادم بشكل ملموس، فإن العجز المالي في موازنة الحكومة المركزية بعد المنح سيتجاوز مليار دينار في سنة 2014. في الوقت ذاته فإن العجز في موازنات الوحدات الحكومية المستقلة مأخوذة معأً سيتجاوز مليار دينار أيضاً، أي أن عجز الحكومة بمفهومها الواسع سيتجاوز في العام القادم مليارين من الدنانير.

هذا العجز الفادح سوف يحدث بافتراض أن الإيرادات المحلية سترتفع بنسبة 11.6% مما قد لا يتحقق، وأن النفقات المتكررة سوف ترتفع بنسبة 10.9% مما قد يتم تجاوزه عن طريق الملاحق المنتظرة. ومعنى كل ذلك أن العجز الكلي مرشح للارتفاع إذا هبطت الإيرادات المحلية والمنح الخارجية عن التقديرات كما هو مرجح، وارتفعت النفقات الجارية عن المخصصات كما هو مؤكد.

دعونا نعتبر أن العجز الكلي للقطاع العام في سنة 2014 سيكون في حدود مليارين من الدنانير، مما يرفع الدين العام بنفس المبلغ ليتجاوز 21 مليار دينار تناهز 81% من الناتج المحلي الإجمالي.

العجز الذي يشكل أكثر من 8% من الناتج المحلي الإجمالي المقدر لسنة 2014 غير قابل للاستمرار، وإذا لم تتم معالجته أولاً بأول إرادياً وهو تحت السيطرة، فإن العلاج سيفرض نفسه بالصدمة التي لا يريدها أحد.

فهمنا في وقت من الأوقات أن الاقتصاد الأردني سوف يسير بموجب برنامج وطني للإصلاح الاقتصادي برعاية ودعم صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يقتضي حصول تحسن تدريجي، بحيث تزيد الإيرادات العامة بأكثر من زيادة النفقات العامة، وتنخفض نسبة المديونية إلى الناتج المحلي الإجمالي حتى لو ارتفعت بالأرقام المطلقة.

استمرار سياسة الدعم والرضوخ للمكاسب المطلبية والاعتصامات والمكرمات لا تسمح للأمور بالسير بهذا الاتجاه، كما تدل موازنة الدولة المقترحة لعام 2014 التي تسمح بزيادة الإنفاق الكلي بأكثر من زيادة الإيرادات الكلية، وتسمح بالتالي بارتفاع العجز، وتؤدي إلى ارتفاع المديونية بنسبة أعلى مما كان شائعاً قبل الأخذ بالبرنامج!.

يحصل أو يستمر هذا الواقع في عهد حكومة تقول إنها لا تتردد في اتخاذ أصعب القرارات، وتعتبر المصلحة العامة وليس الشعبية هي الهدف، فماذا لو جاءت حكومة أخرى تسعى لكسب الشعبية واسترضاء الشارع وتأجيل المشاكل، وهو الأسلوب الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه؟.

يدعي البعض أن هذا التوسع المالي يؤدي لتحفيز الاقتصاد وتحقيق النمو، ولكن النمو الحقيقي لا يقوم على غير أساس متين.

( الرأي 7/12/2013 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات