بلديات مرتبكة مالياً

تم نشره الثلاثاء 10 كانون الأوّل / ديسمبر 2013 12:54 صباحاً
بلديات مرتبكة مالياً
د. فهد الفانك

البلديات عبارة عن حكومات محلية منتخبة، والوزارة المسؤولة عن البلديات تسمى وزارة الحكم المحلي، وبالتالي فإن موازناتها تستحق العناية والاهتمام تماماً كموازنة الدولة والوحدات الحكومية المستقلة.

اعترافاً من الحكومة بأهمية البلديات والدور الذي تلعبه في تنظيم المدن وتسهيل حياة المواطنين وتقديم الخدمات لهم، فقد تقرر رفع حصة البلديات من عوائد المحروقات لتصل إلى 150 مليون دينار كدعم لتمكينها من القيام بالواجبات المنوطة بها.

حسب علمنا فإن المبلغ سيدفع بدون شروط، مما يعني أنه يمكن أن يهدر بواسطة بلديات لا تتمتع بالإدارة الحصيفة. وعلى سبيل المثال فإن البلدية التي تخصص أكثر من نصف موازنتها للرواتب لا تستحق الدعم.

على كل بلدية تتسلم معونة مالية من الحكومة أن تقدم برنامجأً مقبولاً لوزارة البلديات، فليس هناك منح غير مشروطة.

البلديات التي تريد أن يكون لها حصة في الدعم الحكومي يجب أن تقدم برامج اجتماعية واقتصادية مقنعة وتستحق الدعم، وإلا فإن هناك سبلاً أخرى لإنفاق المال العام فيما ينفع.

يفترض بالبلديات أن تكون مكتفية ذاتياً، أي أن تعتمد على إيراداتها من المدينة التي تخدمها وخاصة ضريبة الأملاك (المسقفات)، وإن يكون لها ممتلكات وعقارات تدر دخلاً، ذلك أن رسوم المحروقات لا علاقة مباشرة لها بالبلديات، فالأصل أن تكون الضرائب مقابل خدمات.

مر وقت كانت أمانة عمان الكبرى غنية وتحقق فوائض كبيرة لدرجة أننا طالبنا في هذه الزاوية بأن تسهم الأمانة في دعم البلديات مالياً، خاصة وأن بعض الذين يدفعون الرسوم والضرائب للأمانة ربما يعيشون هم أو عائلاتهم في مدن أخرى في المحافظات.

على العكس من ذلك فقد تحولت الأمانة إلى موازنات العجز والاعتماد على المديونية، وما زالت تماطل في دفع التزاماتها وخاصة حقوق أصحاب العقارات المستملكة لدرجة أوصلتهم إلى الحجز على سيارات الامانة!.

مجلس الأمانة المكون من 40 عضواً والأمين بحث في الأوضاع المالية المتردية للأمانة وقرر أن يرفع المكافأة الشهرية للأعضاء إلى 1500 دينار، ولم تتردد الحكومة في الموافقة، فهي أول من يتقن إنفاق المال اعتمادأً على الدائنين.

في الحملة الانتخابية لأمانة عمان الكبرى طرح المرشحون شعارات طموحة حول الخدمات الواجب تقديمها للمواطنين، وقد اعتقدنا أنهم يتطوعون لخدمة المدينة وليس الوقوع في تضارب المصالح.

( الرأي الأردنية 2013-12-10 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات