هل تأخذ عشيرة بفرد؟
تابعت في الأيام القليلة الماضية قصة الضحية البريئة الأخت نور العوضات، وما دار حول هذه القصة المفجعة المؤلمة من آحاديث وآراء وأقوال، منها من أخذ طابع اللاوعي المجتمعي، حيث جعل من هذه القضية صراع عشائري بين اهل المغدورة وعشيرتها وبين أهل المجرم وعشيرته، الغريب في الأمر أن الأمر تعدى لجعل عشائر بئر السبع هم المجني عليهم وعشائر بني حسن هم الجناة، اصحاب هذا القول هم من الذين يسعون إلى فتنة لا يحمد عقباها، بل أنهم يصدادون في مياه عادمة وليست عكرة فقط، مياه تمثل رائحة ما في داخلهم من حقد على هذا الوطن بشكل عام وعلى تركيبته العشائرية بشكل خاص، نور هي أختي قبل أن تكون أخت لأي واحد من عشائر بئر السبع، والقاتل عدو لي قبل أن يكون عدوا لإهلها، نحن كأبناء عشيرة الخزاعلة إحدى فروع قبائل بني حسن الخالدة، نتمنى من الله العلي القدير أن يأخذ المجرم عقابه اليوم قبل غد، لكننا نعلم في نفس الوقت، أن هذه القبيلة فقدت ابناءا لها في جرائم مماثلة، لكننا لم ولن نلقي اللوم على عشائر الجناة، ولم ولن نشعل في نفوس ابنائنا شعلة الثأر والإنتقام من كل واحد له علاقة بالمجرم حتى لو كان بالجد العاشر، هذه ليست أخلاقنا وليست أخلاق إخواننا من أبناء عشائر بئر السبع الكرام، أنا لا أقول هذا الكلام من أجل يقوم أهل الضحية بالصلح ومسامحة الجاني أو غير ذلك، بل العكس أنا معكم اطالب ان يقع اشد العقاب على الجاني وامثاله من المجرمين والقتلة، إنما أقول هذا الكلام حتى أضع حجرا في فم اصحاب الفتنة وإهلها (اهل الفتنة)، الذين يسعون نشر الفوضى والدمار في أركان المجتمع.
لقد استمعت إلى حديث الشيخ سليمان العزازمة أحد وجهاء عشائر بئر السبع الكرام، واشكره على حسن التفهم للموضوع ومحاولته درء الفتنة واطفائها، مع عتبي عليه حين ذكر أنهم حاولوا أن يتذكروا إذا كان هناك ثأر قديم بين الخزاعلة وبينهم، وأقول له يا شيخ سليمان، ما كانت الخزاعلة يوما تبحث عن ثأر أو تحييه في نفوس ابنائها، شأنها شأن باقي عشائر بني حسن خاصة وعشائر الأردن عامة، ولسنا بمن يأخذ ثأره من فتاة بريئة ذنبها الوحيد أنها اطاعت دولة عبدالله نسور وخرجت في منتصف الليل لجامعتها، نحن يا شيخ سليمان أهل لنور ونحن من يطالب قبلكم أن يأخذ الجاني عقابه حتى لو كان أخي لا سمح الله، هذا الجاني لا يمثل حتى أبيه إنه عمل غير صالح، وأنا والله لا اعرف من هو الجاني ومن هو أبيه أو إخوانه، لكنني إقسم بالله أن أباه وإخوته بريئون منه، وأنه لو وقع بأيديهم لقتلوه شر قتلة.
في قريتنا الدجنية يا شيخ توجد عشيرة من عشائر بئر السبع ( الزبيدات)، ما اعتبرناهم يوما من الأيام إلا أفرادا من قبيلتنا، أفراحهم أفراحنا، واتراحهم اتراحنا، ما أذكر أن وقع بيننا أي خلاف وشجار، أعراضهم أعراضنا وأعراضنا اعراضهم، نعيش في جوار متحابين متآلفين ليس بيننا وبينهم الا المحرمات. احد أبناء هذه العشيرة يا شيخ اسمه محمود كان صديقا حميميا لأخي اشرف رحمه الله، اخي اسمه ابو محمود ومحمود اسمه ابو اشرف، نعم لقد اطلق كل واحد اسم صاحبه على ابنه وذلك للمحبة والوود بينهم.
إلى اولئك الذين يشعلون النار في مجتمعنا، أقول لهم والله إنكم شرذمة لن تقدروا الى على انفسكم القذرة الخسيئة، وانتم يا أهل ابنتنا واختنا نور كان الله في عونكم والهمكم الصبر والسلوان، ونحن معكم حتى تنالوا حقكم المشروع الذي يرضى به الله جل جلاله ورسوله والمؤمنون.
وهذه رسالة مني إلى عشائر بئر السبع كاملة، لو كان الذي حصل عكس ما هو عليه، أي أن الفتاة من الخزاعلة والقاتل عشائر بئر السبع، ما هو ردة فعلكم، أنا متأكد أن هنالك شخص ما سيخرج منكم ويكتب مثل هذه المقالة وينشرها.
نحن معكم حتى تنالوا حقكم وحق اختنا وابنتنا نور غير منقوص.