ظلمة القانون و...نور
إن المشرع حين يضع قانونا أو يقر أمرا يخيل لي أنه كان يعتقد بصحة ما قام به ، ولكن حين يصطدم ما أقره بالواقع ، أو كان فيه ضررا على من أقره عليهم ، اليس من تراجع عن هذا ؟ وهل هو دستور لا يمكن تغيره أو التعديل عليه ؟ أم هو قرآن منزل وحاش لله أن يكون القرآن فيه ما يضر ويؤذى الخلق !!. نحن في هذا الوطن قد إبتلانا الله في أشخاص ممن يدعون السلطة والنفوذ ، بأنهم هم الذين لا ينطقون عن الهوى كما يخيل لعقولهم الموتورة وكبرياءهم وصلفهم وغرورهم الذي أعم بصيرتهم عن الرجوع عما يفعلونه ، حتى لو خاطبهم جميع سكان الوطن بخطأهم فهم لا يرعون، سمتهم الخيلاء والزهو والنرجسية والغرور ، والتعالي وانهم أصحاب المقام السامي الذي لا يناقش في ما يصدر من قوانين وأنظمة وتوجيهات .
أعمى الله بصيرتهم رغم وضوح الحقيقة ، ولكنهم يكابرون ويعاندون ، يتبجحون ، ويكذبون ، ينافقون ، ويداهنون ، لا ادري كيف لنا أن نوفر بعتمة الليل ما يقارب ال6 ملايين دينار حين يصحو أبناؤنا في ظلمة الليل بحثا عن طريق آمن للذهاب إلى مدارسهم وجامعتهم ،؟؟ والليل ما زال مسدلا أستاره على الكون ؟ اليس من يصحو مبكرا بحاجة إلى مصباح أو أكثر ليقوم بتجهيز نفسه والإستعداد للرحيل في ظلمة الليل البهيم؟ فكم من مصباح سيضاء وكم من كمية من الكهرباء سيتم صرفها في أرجاء الوطن ؟ فكيف بالله عليكم أننا نوفر الكهرباء ، يادولة الرئيس ؟ هل أنت راض عما يجري ويحدث لمقتل الأبرياء سواء كان بسبب الظلام ؟ أم بفساد القوانين وعدم تطبيق القانون الحازم الرادع الصارم لمن تسول له نفسه ترويع الآخرين ؟ ماذنب زهرة بريئة تزهق روحها من قبل سفاح لا قيمة ولا وزن للعلم في سجله الحافل بالإجرام ؟ عندما حملت مراجعها في عتمة الليل لتلحق بجامعتها ظنا منها بأن من ظلام الليل سيتبدد من إسمها ويجعل لها طريقا مبصرا في ظلام العقول والطريق ؟؟ وكم من مجرم يفلت من العقاب بفساد القانون ، وعدم تطبيق شرع الله ؟ وكم من نفس فارقت الحياة بنزوة طائش مستهتر ، وتم الصلح بفنجان قهوة ، إكراما للجاهة والعشيرة ؟؟ وكم من نصاب ومحتال وفاسد وسارق وماكر ومخادع ومبتز يصول ويجول وليس للقانون قدرة على إصطياده ؟؟ فيا صاحب الولاية حكم العقل والمنطق وليكن للقانون مكانا ، يأخذ للمظلوم حقه من الظالم الذي سلبه ؟؟!!
والى كل من يحس بالمسؤولية سيحاسب على ما أوتمن عليها ، ولأرواح الأبرياء الرحمة والمغفرة، ولأهلهم الصبر ، وأن يقيض لكم من يطبق القانون ويحكم شرع الله بلا مواربة وبلا زيف وخداع .