يا صاحب الجلالة ..يا صادق الكشف و زرقاء أُمتنا
عجبا لنا نمدح من يتوسد الحرير وينام على ريش النعام، وهم كثر من مسؤولين ووزراء وقيادات، ونتجاهل 'بالذكر' من يلتحفون الثلج من فوقهم ومن تحتهم، وهم يصارعون البرد القارص..من لاجئي سوريا 'شعب الخيام' اطفالا ونساءً وشوخ، الى المنكوبين في قطاع غزة ومن ذهبت بهم العاصفة واغرقت بيوتهم وشردتهم خلال المنخفض الجوي القطبي الذي ضرب المنطقة،وهنا هل يحق لنا المقارنة؟ او القاء اللوم على من يطلق على نفسه مسؤول ويخرج على الفضائيات يتحدث عن تجهيزات واستعدادات لتجاوز ما خلفه المنخفض الجوي الاقوى والاخطر منذ مئة عام على فلسطين والدول المجاورة
لكن،لابد لي ومن منطلق الحق يقال،ان اتحدث بكل فخر عن ملك، لم يهدء له بال، وحاشى ان تغمض له عين ويطبق له جفن متجاوزا عن راحته ومسؤولياته الملكية الثقيلة، ليختار ان ينزل بنفسه وشخصه القدير ليساعد ابناء شعبه من المحتاجين في الاردن خلال المنخفض القطبي الذي زار المملكة ليكتسيها بالابيض ،نعم بكل تواضع هو الملك عبد الله الثاني بن الحسين القائد الاعلى للقوات المسلحة'، في نادرة وسابقة لا نجدها الا عند الملك الشاب الذي ورث خصاله واخلاقه وانسانيته من ابيه الراحل الملك الحسين بن طلال،..خصال ملكية اختفت بل لانجدها مطلقا لدى الكثير من ملوك ورؤساء الدول العربية!!،فقد نجد من يمطر شعبه بالقنابل والرصاص والاسحلة الفتاكة،في المقابل وفي مساحة ليست بعيدة جغرافيا نرى من يترك عرشه وينزل الميدان في ظروف جويه هي الاخطر، ليساعد ويتفقد احوال شعبه الذين عشقوه لروحه الوطنية وحرصه الشديد على مسيرة الاصلاح، والتي بدء بها منذ ان تقلد الحكم في الاردن في السابع من فبراير عام 1999مؤمنا جلالته بأن ثروة الأردن الحقيقية هي الإنسان الأردني، وأن هذا الاستثمارهو أفضل استثمار في بلد مثل الأردن يعاني من شحّ الموارد والمصادر الطبيعية وهي قناعة تبناها ابو الحسين عن والده المغفور له الملك الحسين بن طلال.
وانطلاقاً من هذه القناعة بدأ جلالته، ومنذ اليوم الأول لتسلم سلطاته الدستورية ، بقيادة المرحلة الجديدة في إدارة المملكة وقيادة مسيرة التنمية الشاملة،فقد كان الحمل ثقيل، لكن الحنكة الساسية والذكاء والفطنه وبعد النظر الذي تمتع بها الملك حثته الى اتخاذ خطوات كبيرة وعديدة، من اجل التحديث والتطوير والتغيير في المملكة، فكان اولى الاولويات لديه إعادة النظر في برامج ومناهج التعليم في مختلف مراحله ومستوياته، ووضع برامج التأهيل والتدريب، التي تؤهل المواطن لدخول سوق العمل والإفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي تميز هذا العصر، اي محور الاهتمام لديه انصب على ضرورة تطوير المواطن الاردني الذي كان العامل الرئيسي في عملية التنمية و هدفها ووسيلتها، فقد كان جلالته لطالما يؤكد ذلك من خلال معظم خطاباته وتصريحاته .
ولن يغيب عن الذكر، ان رسالة جلالته التي حملها لقيادة الاردن هي التنمية المستدامة والعدالة في التخطيط والتنفيذ، وتمكين الشباب لأجل مستقبل أفضل ليلخص بذلك مكونات الدولة الحضارية من خلال ترسيخ هذا النهج والعمل على تطبيقة وتوظيف كافة الامكانات في سبيل الرقي ودفع عملة التنمية للنهوض بمستقبل الاردن الى اعلى المستويات
وعند الحديث عن موقف جلالته من القضية الفلسطينة يتضح كعين الشمس ثبات موقف بلاده الشقيق تجاه مركزية القضية الفلسطينية وعدالتها ومواصلة بذل الجهود لتحقيق السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائي،موقفٌ ترسخ من خلال العلاقة الاخوية التاريخية المتينة التي تربط الشعب الاردني والفلسطيني على مر العصور والازمنه
ولم يقف دعم الاردن للقضية الفلسطينة سياسيا فحسب،وانما امتدت عناية جلالته الى المقدسات الاسلامية في مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك فقد كان سادنا وحارساً ومدافعاً عنيداً للمقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس من خلال مواقفه الداعمة والرافضة للانتهاكات الاسرائيلية التهويدية في مدينة القدس سيما المسجد الاقصى المبارك، المواقف كثيرة لكن ابرزها توقيع اتفاقية الدفاع عن القدس بين جلالته صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس و سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
مهما قلنا ومهما كتبت اقلامنا لن نوفي هذا الملك الفذ حقه فلا تزال السفينه تشق عباب البحر لتلتقط الكلمات التي توفيه حقه ،فهو قلب المعادلة بحنكته،احبه شعبه من الشيخ والكاهل حتى الرضيع،فمن لا ينام الا وان يطمئن على شعبه حقٌ له ان يعشقٌ وان تضرب له التحيه وترفع القبعات،...نعم ولنردد بالفم الملئان 'يعيش جلالة الملك'