أحياناً... البراميل المتفجرة.. المبيد البشري

تم نشره الثلاثاء 24 كانون الأوّل / ديسمبر 2013 12:47 صباحاً
أحياناً... البراميل المتفجرة.. المبيد البشري
عبدالعزيز السويد

لا يزال صوت دريد لحام عالقاً في الذاكرة وهو يردد مع أفراد فرقته ساخرين من نشرات الأخبار العربية: «قصفت طائرات عدوة جنوب لبنان... فاستنكر» نسيت البقية، ثم يؤدي الجميع بحماسة الدبكة، تغيرت الطائرات وتغيرت مواقع القصف ولا يزال الضحايا عرباً.

لا أعلم هل البراميل المتفجرة اختراع إيراني أم روسي؟ هو لا شك يسجل كمبيد بشري وحشي لا يرتفع صوت لتجريمه، الواقع المؤلم الذي لا يمكن لكلمات مهما كانت بليغة وصفه أن الشعب السوري وقع بين فكّي كماشة متوحشة، كل الأسلحة مسموح بها أو لا يمانع من استخدامها ما دام الضحايا سوريين. كان تغافل «المجتمع» الدولي عن استخدام الطائرات الحربية لقصف المدن والبلدات رسالة واضحة، بالعودة إلى ما حدث في العراق بعد تحرير الكويت منع صدام من استخدام الطائرات، حدد السماح للطيران بخطوط طول وعرض بمراقبة غربية دولية، هذا لم يحدث في الحرب السورية.

كان الأمل بأن يكون الطريق الزمني إلى «الجنيفات»، جنيف1 وجنيف2 من محفزات إحلال السلام أقلها إيقاف القتل الجماعي الممنهج، الترويع والتهجير والخطف والابتزاز، بدلاً من ذلك تحول إلى مهلة يجري استغلالها، محفز أحمر للإبادة والفظاعات الوحشية، تبخرت أمامه كل الخطوط الحمر الأردوغانية والأوبامية.

لا يعني الغرب ما يحدث في سورية ما دام محصوراً في حدودها وضحاياه شعبها، الأطراف الغربية توزعت الأدوار، ويبدو صوت فرنسا الأكثر تشدداً لا ينسى أنه أيضاً الأسرع انقلاباً، الحدود مع الدولة الصهيونية كانت ولا تزال في أفضل حالاتها، والإشارات الغربية إلى أن نظام الأسد أقل الخيارات سوءاً لم تضع أدنى الاعتبارات لمن بقي حياً من القصف ولمن هجّر في المخيمات بعيداً من وطنه، وهل يعود مع تغيير هويات أسرعت دمشق لوضعها أمراً واقعاً! أليس هناك خيار آخر ثالث للسوريين؟ هل تعبّر الأطراف المتصارعة بكل ألوانها المعجونة بالدم عن السوريين الكتلة الصامتة المسالمة حقيقة التعبير؟ هذه أسئلة لا تطرح!

( الحياة اللندنية 2013-12-24 )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات